Sep 17, 2014

مولد يا دنيا



مولد يا دنيا
نظرة وردية ومشهد أيقوني!
أشرف نصر
تأليف: يوسف السباعي
إخراج: حسين كمال
"أهي دي الدنيا" جملة مكتوبة على الشاشة بدلا من كلمة النهاية،أنهي المخرج بها فيلمه كخلاصة أو دعوة لحب الحياة،الجملة –بسبب جمال العامية المصرية ومراوغتها- يمكن تفسيرها على أنها:هذه هي الدنيا،أو:هكذا ينبغي أن تكون الدنيا.فرح وغناء وكوميديا ومشاغبة الأحزان،فهي نظرة وردية تحث على التفاؤل والفرح،فكيف قدم أو وصل لهذه الجملة؟
إذا عدنا لتتر البداية سنجد الإنتاج لشركة معروفة للانتاج الغنائي والسينمائي– للترويج لمطربي الشركة- تقدم المطربة ذات الصوت العذب:عفاف راضي للمرة الأولى،لكنها "بعدها" لم تصبح نجمة سينمائية،فقدراتها التمثيلية ليست كبيرة،وحتى فى الغناء ابتعدت أكثر مما غنت،وبعيدا عن البحث عما حدث لها – رغم امكانيات صوتها الرائعة- لكن يبدو أنهم قصدوا أفضل تقديم لمطربة،فقدموا لنا صنيعا لم يكن فى الحسبان، فيظل "مولد يا دنيا" واحدا من الأفلام المبهجة التي تحارب كآبة الحياة،قدموا لنا فيلما مسليا بسيطا به الغناء والكوميديا وقادهم مخرج يعرف كيف يلعب عندما يعمل،يلعب ويتسلى وهو يعمل دون أن يكون اللعب جريمة فى حق مهنته بل كجانب من جوانب السينما،ونقصد المتعة،ساعده فى ذلك نخبة الشعراء والملحنين المبدعين:مرسي جميل عزيز وكمال الطويل وبليغ حمدي ومنير مراد وعبد الرحيم منصور وغيرهم
سيناريو الفيلم لم يقدم جديدا فى تاريخ الأفلام الغنائية المصرية،حدوتة بسيطة،وشخصيات نمطية مسطحة،إما طيبة أو شريرة والبناء جاء كحكايات الجدات لأحفادهن،حكاية مسلية، فيها الطيبون والأشرار،وصعوبات تواجه أبطالنا، لكنها مجرد عقبات صغيرة تليق بحكاية للأطفال، فحتى الشر فيها خفيف الظل، لنصل لحل سعيد يرضي الطفل ويجعله ينام يحلم أحلاما سعيدة،
فكرة الفيلم: مجموعة من النشالين والنصابين يستغلهم زعيم عصابة،ويراهم مخرج قادم للبلدة من العاصمة فيحولهم لفرقة رقص استعراضي ناجحة.
أما المقولة التي ألح عليها الكاتب–وهو أحد رموز الثقافة الرسمية- ثنائية مزعومة يقدم فيها نظرة دونية للفن الشعبي ويطرح الفن المؤسسي كفن أرقى وأفضل!،حتى أنه يقدم فى حل تصالحي اعتراف المحافظة بهم وتقديمها لمسرحها لهم لتقديم حفلهم الأخير!
هذا الحل التلفيقي يمر مرور الكرام معتمدا على رحابة صدر المشاهد فى مشاهدة الفيلم الراغب فى التسلية،فنجد زعيم العصابة "يحن قلبه" وهو يرى الأولاد على المسرح فيدخل للغناء معهم،وقبلها مساعده يستيقظ ضميره عند محاولة قتل الحصان "شنكل" الذي يعتمد عليه أعضاء الفرقة،
ولكن خط الحصان "شنكل" من أفضل ملامح السيناريو- الملئ بالمشاكل بداية من الفكرة حتى النهاية مرورا بالحبكة والشخصيات وصولا للنهاية المتصالحة- فعلاقة "ريشه" عربجي الحنطور بحصانه من المرات القليلة التي قدمت فيها السينما المصرية علاقة إنسان بحيوان بهذا الشكل الجميل،حيث يحدثه ريشه ويستشيره بل ويبيعه بناءا على رأي الحصان لدفع كفالة شباب الفرقة المحبوسين،حتى يعود "شنكل" فى زفة تليق ببطل بعد أن استردوه،
وعلى سبيل المثال من مشاكل الفيلم –كسيناريو- أن المفترض أنه قدم فى النصف الأول من الفيلم علاقة حب بين إسماعيل وزبدة زميلته فى النشل،وعند حضور المخرج عادل تتحول مشاعرها تجاهه،وتظل النصف الثاني من الفيلم تحاول أن تحوز حبه حتى يعترف لها فى الإستعراض الأخير،وحين عرض عليها زميلها إبراهيم الزواج ترفضه لأن مشاعرها مع عادل فيخون إبراهيم الفرقة بسبب الرفض،تحول مشاعر زبدة ونسيانها لإسماعيل ورفضها لإبراهيم، كل هذا منطقي،االعجيب حقا  اختفاء إسماعيل من الصورة بمجرد ظهور عادل،هل نسى حبه؟ ألم يكن –دراميا- المفترض أن يعرض هو الزواج على زبدة؟ أو حتى نراه فى مشهد واحد يتحدث مع زبدة عن مشاعرها التي تغيرت؟ على العكس نراه يمثل ويرقص فى البروفات،ولا يجمعه مشهد واحد أو وحوار منفرد بمن أحبها!!! ألم نقل أن رحابة صدر المشاهد بلا حدود.
رغم أن الاستعراضات فى الفيلم تقدم دون ثراء كبير بالأزياء والاكسسوار والديكور،لكن مصدر الغنى جاء من الأبطال بخفة ظلهم وبحركات بسيطة استعراضيا تعني بتقديم حالة البهجة أكثر من العناية بتقديم استعراضات ضخمة.
لكن المشهد الفارق والذي يمكن أن ننسى الفيلم دون أن ننساه أبدا هو تقديم شخصية ريشه صاحب الحنطور الذي قام بدوره عبد المنعم مدبولي، يجلس ريشه وهو يشرب النبيذ الرخيص،يسكر ويغني ويرقص وحده،الأغنية التي يعرفها الناس ب:طيب يا صبر طيب،
 وهي التي قدمها مبدعوها: مرسي جميل عزيز وكمال الطويل ومدبولي وحسين كمال بإسم:زمان وكان ياما كان، ونضع حسين كمال بين صناع الأغنية لأن الأغنية حين نسمعها يصعب عدم تذكر مدبولي وهو يرقص فى الأسطبل ويجلس على الحنطور ويضرب بالكرباج فى الهواء وبحشرجة متعمدة فى الصوت كعجوز ثقل لسانه من أثر ثمالة الخمر والحزن،ونرى القنديل المعلق يهتز والكاميرا تتحرك حوله فى حرية وتصوره من زوايا مختلفة، وهو يشكو الزمان وغدره حين بارت مهنة عربجي الحنطور،
فالمشهد: تقديم شخصية، ذورة أزمة الشخصية،أغنية فلسفية عن الزمان وتحولاته،والمفارقة أن الأغنية والمشهد يعدان وجهة النظر المقابلة للفيلم ككل ومقولة المخرج الأخيرة،وأخيرا وليس آخرا تصويرا دراميا كأنه فيديو كليب بديع لأغنية قبل ظهور الفيديو الكليب وقبل انتشاره فى مصر،فالفيلم إنتاج 1976،ولاحظ أن كل هذا ونحن مع مخرج أمامه ممثل وحيد فى مكان واحد محدود،لكن الحيوية فى الإخراج والأداء التمثيلي والغنائي لمدبولي فى المشهد يجعل المشهد أيقونة فى ذاكرة المشاهد.
ورغم أي انتقاد فى سياق التحليل لكن بهجة الفيلم يليق بها أن نختتم وندندن مع "ريشه" فى أغنيته البديعة:
  يرحم زمان وليالي زمان
والناس يا متهنى يا فرحان
الدنيا كانت وردة وشمعة
ولسه ما اخترعوش أحزان!. 
***
نُشر بمجلة أبيض وأسود
العدد 32 -أغسطس 2014 


Sep 12, 2014

The Color of Paradise

                                                             
فيلم :لون الجنة
إخراج: مجيد مجيدي
أولا: السيناريو:
من يد تلمس الحروف إلى تلمس الأرض ،وأخذ العصفور،وصعود الشجرة
إلى تلمس وجه الفتاة،ثم تحسس الزرع ،إلى آخر مفردات لغة جديدة يلعمها لنا الفيلم،
ليست لغة لمس الأشياء بل لغة الإحساس بها .
إن يد الله التي يخبر المدرسون بها الطفل محمد، وأنها ستلمسه هي نقطة بداية ونهاية الفيلم.
لقد تم بناء السيناريو على أساس التصاعد فى التعرف على الأشياء
وتطور علاقة محمد بالزرع والبشر والكائنات
ليصل لعلاقة مع الخالق، خالق كل هذه الأشياء..
يتواصل محمد مع البراءة وشخصيات تستطيع أن تقبل هذه البراءة )الطفلتين-الجدة-العصافير)
بينما من لم يصل إلى مستوى الشفافية –الأب-نرى علاقته المتوترة مع محمد فهو بالنسبة له مجرد طفل أعمى .
طفل لن يكون سوى معوقا لكل مشاريعه فى الزواج والحياة الطبيعية.
ثانيا: الشخصيات:
محمد: رسمت شخصية محمد كشخص يحمل مستويين فى بناء الشخصية :الشكل الخارجي الذي يقدم طفل غير جميل شكليا..بينما يحمل فى ضلوعه شخصية ملائكية ،،طفل لا تملك إلا أن تحبه ،،فهو يتواصل مع الشجر وصوت العصافير.
إن الطفل محمد يغضب ويثور فى مشهد وحيد حينما يحس أن رغم كل رعاية مدرسه وجدته ،لكنه يرى أن لا أحد يحبه وخاصة الله الذي خلقه هكذا ..
هذه الثورة ليست بقصد الرفض والتمرد بقدر ما هي تساؤل وعتاب من محب لحبيبه..وكأن علاقة محمد والله علاقة بين المتصوف وربه..
إن اليد التي تنير فى النهاية هي قمة الوصل ..وتجلي المحبوب لحبيبه.
2-شخصية الأب: رسمت الشخصية بعناية ،حيث يقدم كمسكين تعاطفت معه بشدة ،فقد أضفى عليه السيناريو النبل،فهو بلا زوجة وله أم عجوز وطفل أعمى ،لا يقدر الأب على الزواج ،حتى الفتاة تعيد له شبكته وهداياه.
ورغم كل قسوة الأن لكننا –او هذا تصوري- أراه مسكينا يستحق الشفقة ،وخاصة فى مشهد المطر حيث نرى كم هو بائس يشبه ابنه..
فالأب يحتاج هو الآخر ليد الله لتنقذه ،لذا كان من الرائع أنه رغم كل ما فعله للتخلص من ابنه لكنه فى النهاية يحارب من أجل انقاذه وكاد يفقد حياته..
3- شخصية الجدة: نموذج ثالث للحكاية ،فهي من الكبار الذين لن يحسوا براءة الأطفال أو ملائكيتهم لذلك يعلن محمد أن جدته لا تحبه..لكنها رغم ذلك ليست مثل الأب فهي تحاول التواصل مع محمد وتفعل ما في وسعها لاسعاده ..
إن مشهد موتها وابتسامتها كأن يد الله مستها هي الأخرى ..
وفى مشهد المشهد نرى روعة الشخصية التي تتعذب من أجل حفيدها ،وتخرج معرضها نفسها للخطر ..إن الجدة نموذج العلاقة أو الجسر بين عالم الكبار بكل مشاكل الحياة والأطفال بملائكيتهم.
ثالثا:الإخراج:
1-لاحظت كثرة استخدام الكلوز آب ربما بشكل كثير جدا لكن تم توظيفه ببراعة فى الفيلم
وخاصة على اليد لأن اليد هي عنصر أساسي فى الدراما
فهي عنصر التعرف على الأشياء عند محمد فهي عينيه.
وأروع استخدام لها كان فى النهاية حيث نرى خاتمة الحكاية ومغزاها.
2-جاءت الأحجام مناسبة مع احساس الشخصية بالمكان حيث نرى اللقطات الطويلة فى مواقف قليلة حينما يلهو محمد فى الغابة ،وحينما يحبحث الأب عن محمد فى مشهد الغرق
بينما جاءت الأحجام المتوسطة تشعرنا بحصار المكان للشخصيات وخاصة ومحمد فى المدرسة والبيت .
رابعا:أهم المشاهد:
1-مشهد الغرق: رغم طول المشهد الذي كسر إيقاع الفيلم وزاد طول المشهد عن اللازم لكن براعة المشهد تغفر ذلك خاصة والطفل محمد لم يظهر أبدا
وكأن الله أخذه عنده ..والأب يبحث عنه فى الماء وكأنه لن يصل له أبدا..والحصان يغرق رغم قوته.
2-مشهد النهاية: حيث الإضاءة البيضاء على اليد فى كلوز أب ليد الطفل
لنرى دون حاجة لكلمة واحدة كيف لمست يد الله كف محمد.
وأظهر المخرج ذكاءا فى عدم ظهور وجه الطفل.
3-مشهد الحلاقة: حيث يحلق الأب ذقنه فيجرح نفسه عند سماع ذلك الصوت المخيف والذي أراه مجسدا لهواجسه ورغباته الشرير فى التخلص من الطفل ونرى وجه الاب متشظيا فى المرآه المكسورة وكأنه المصير الذي استحقه عند التفكير فى ذلك.
4-مشهد المدرسة:ونرى الطفل الأعمى أفضل فى القراءة من المبصرين
ويلعب معهم والأطفال فرحون به بينما الأب خارج السور يرمقه بغضب ويضرب الحصان بغضب
ونرى مشهد لعب الأولاد بالتصوير البطئ ولهوهم ببيض الطيور.
أخيرا: قدم مجيد مجيدي فيلما فلسفيا يخترق مشاعر المتلقي ويعيد تشكيل تفكيره ووعيه فى قضية فلسفية بشكل سلس للغاية
***
أشرف نصر


Sep 11, 2014

الكومبارس



فيلم: الكومبارس
سيناريو وإخراج: نبيل المالح
تمثيل:سمر سامي –بسام كوسا
أولا السيناريو:
يطرح الفيلم قضيته الخطيرة بشكل شديد الرقة والجمال الفني حول المواطن وعلاقته بالمعنى الحقيقي للحرية .
القضية هي كما يقول صنع الله إبراهيم فى روايته اللجنة
"كان من واجبي أن أقف ضدكم ، لا أن أقف أمامكم"
إن المواطن البسيط الذي يعمل ككومبارس ولا يشغل باله بالسياسة ومواجهة التسلط والدكتاتورية تطارده تلك الديكتاتورية حتى فى علاقته بمن يحب
لأن: المؤسسة تستند إلى دعامة أساسية
وهي صدور الشعب
النظرات المرتابة والاعتقال لمطرب أعمى مسكين
والاعتداء الواحشي على البسطاء
كل ذلك مجرد تلميح أو ملمح من ملامح المأساة التي تنتظرنا بالخارج
إن الشقة التي هي من المفترض مستودع الأمان تتحول بشكل كابوسي لسجن ليسحق من بداخله
فكرة الكومبارس:
براعة اليسناريو فى اختيار مهنة الكومبارس
فالكومبارس هنا: دور فى الحياة وليس مجرد وظيفة
إنه دور مفروض على الجميع وليس البطل وحده
بل والبطلة –والمطرب الاعمى –والصديق وتتسع الدائرة لتشمل الوطن ككل
لذا مشهد الختام –لقطة عامة لدمشق
لأن المسالة أو القضية: أن حرية الوطن تبدأ من حرية الفرد
واختناق الوطن بقيود الديكتاتورية سيسحق مشاعر أبناء هذا الوطن ويشوه اجمل ما فيهم.
يظل التواصل هنا حلما بعيد المنال
ويعجز البطل والبطلة عن الحب
وعن الحديث بصراحة
والتوتر يسيطر عليهما
إن هذا الجو الخانق من المنطقي أن تسيطر فيه الأحلام والكوابيس وأحلام اليقظة على الشخوص.
لذا تكررت أزمنة التخيل وأحلام اليقظة.
ثانيا: الشخصيات:
1-شخصية البطل: منذ تقديم الشخصية ونحن نعيش مع تفاصيلها فنحن من أول التتر نرى خواء حياته ومدى حرمانه
فرغم أنه تخطى المراهقة لكنه يستمتع بالصور الجنسية، ويدخن الحشيش
وكل ذلك مع عمل مرهق لا يرحم.
إنه شخص مضطرب تكثر تخيلاته بين: أحلام يقظة مثل:الحلم بالفتيات
وتخيلات مثل: الشرطة وهي تضربه.
شخص يطلب من الصديق الشقة ليقضي يوما مع من يحب لكن:
الشلطة تخنقه وتحاصره لدرجة العجز: عجز جنسي –عن ممارسة الجنس
عجز عاطفي ----عن حب الفتاة
جساماني---عن حماية المطرب
إن التلعثم الدائم فى الكلام
والنظرات المضطربة
والارتجاف الدائم
كلها ملامح لشخصية البطل تؤكد أن : التدمير وصل لداخله والسجن أصبح داخله.
شخصية البطلة:
تويعة أخرى لشخصية البطل لكنها تبرز شكل قاسي للمأساة
المرأة التي تجاوزت سن الزواج –أو على الأقل وصلت له لكنها لا تستطيع
ولا تقدر على الحب
دائما خائفة –مهددة بالفضيحة
ترتعب من أقل الأصوات
تتمنى الحب لكنها لا تقدر على منع ذاتها
فقد سلب وحش السلطة منها كل شيء حتى القدرة على الحب.
ثالثا: أهم المشاهد:
1-مشهد السرير:
حين يكون سلك السرير فوقهما
ويرقد البطل فوقها لكن سلك السرير يصبح كسلك القضبان الذي يحاصرهما.
لذلك كان من الطبيعي ألا يقدرا على ممارسة الجنس مع كل تلك الأسوار.
كانت الكاميرا
Low angle
وحجم اللقطة
M .sh
نحس فيه مدى حصار الشخصيتين فى "السجن"
مع الإضاءة الخافتة ..
ثم تأتي الكلوز على وجهيهما لتبرز المعاناة.
2-مشهد تمثيل المسرحية:
حيث يتبادل البطل والبطلة أدوار الحاكم والمحكوم
لنرى اللعبة تتكرر أو الحكاية داخل حكاية
ونرى قصة الفيلم تعاد فى شكل تمثيلي صارخ وكاشف. مع جمل حوار هامة جدا:
"وهل المواطن لازم يموت"
وتميز المخرج فى اخراج المشهد التمثيلي بالتقطيع على وجهيهما
والحركة السلسة للكاميرا حولهما .
3- مشهد النهاية:
حيث جاءت إشارة هامة من المخرج عندما عرض الوطن فى لقطة عامة ليؤكد أن القضية ليست قضية فرد بل أزمة وطن.
رابعا: أسلوب المخرج:
تميز نبيل المالح فى اجتياز اختبار صعب فى وضع شخضيتين داخل مكان واحد
وكسر ملل الحوار
لذلك جاءت حركة الكاميرا وكثرة التقطيع واستخدام الأزمنة بين: تخيل وحلم يقظة الخ
من أجل التنويع وكسر الملل.
وجاء إيقاع الفيلم سريعا مع شخصياته المتوترة التي لا تكاد تهدأ او تستقر.
خامسا: مشكلة فى الفيلم:
أرى أن تكرار أحلام اليقظة كان مفيدا ومناسبا للشخصية
لكن زاد عن اللازم مما أدى لكسر الإيقاع أحيانا
والأهم أنه أصبح أحيانا بلا فائدة دون تقديم جديد للدراما فقد أدى التكرار لضياع الشحنة المطلوبة عند الاعتداء على البطل من جانب الشرطة
حيث يتخيل هنا شيء ويحدث عكسه –حيث هو يضربهم-لكن كثرة تكراره افقده الأثر المطلوب.
أخيرا: يوم خاص لايتوري سكولا:
التشابه الشديد بين فكرتي الفيليمين والتيمة المشتركة والشخصيات وسماتها العامة
جعل المقارنة وإن كانت فى غير صالح الفيلم السوري
الذي سيفقد الكثير من خصائصه مقارنة بفيلم بروعة: يوم خاص
فيكفي فقط الاستغلال الرائع فى شريط الصوت للراديو لوقائع زيارة هتلر لإيطاليا فى :يوم خاص.
لذا تبقى –عندي كلمة : ما أروع الأصل !
***
أشرف نصر