Jun 22, 2009

منتخب مصر..نحن معكم دائما




لماذا لا نجيد الفرح؟
حين فاز منتخب مصر بكأس الأمم للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخه
كتبت هنا
http://ashrafnasr.blogspot.com/2008/02/blog-post_13.html
كم نظلم اللاعبين والجهاز الفني حين نصور الفوز على أنه جاء نتيجة لتدين اللاعبين وصلاتهم
لأنهم ببساطة فازوا بالجهد والتعب وأكل نجيلة الملعب
وحين خسرنا أمام البرازيل فى آخر دقيقة 3-4 وفزنا بعدها علي إيطاليا
تصورنا أننا ابطال العالم ..رغم ان أي عاقل ومنصف لهذا المنتخب يقول أننا فريق يستحق الإحترام لمجهودنا وروحنا العالية ومهارات لاعبينا لكن لسنا أبطال العالم على الإطلاق فنحن ال40 في التصينف
ولدينا مشكلة مزمنة من أجل الصعود لنهائيات كأس العالم
...
ولماذا لا نجيد الحزن؟
حين تعادلنا مع زامبيا انشغلنا بمن تشاجر من مع ومن سهر بعد المباراة
دون ان نفكر في أننا تعالينا علي الفريق الزامبي وعلي كرة القدم فنجونا من الهزيمة
ومرة أخري فرحنا لفوزنا في مباراة ودية أمام بطل الخليج
فصحونا على هزيمة ثقيلة امام الجزائر
وبحثنا عن مبررات مثل حادث تسمم المدير الفني وآخرين
..
أما هذه الأيام فنحن أمام كارثة جديدة من الهجوم على الفريق
بعد الهزيمة أمام امريكا ال17 علي العالم يا بشر
فالهزيمة واردة جدا امامهم
خاصة وقد عدنا للاستخفاف بالفرق الأقل- ولو قليلا - ممن سبق لنا الفوز عليهم
حتي لو كانوا افضل منا في ترتيب الفيفا مثل أمريكا
وبعد تعرض بعض لاعبي المنتخب للسرقة
تلقف البعض كلام صحيفة في جنوب افريقيا
عن بنات صعدن للسهر مع اللاعبين وتفاصيل مثيرة لصحف الفضائح
ونصبنا المشانق لللاعبين
لم نحلل المباراة وإنما بدأنا في المحاكمة الأخلاقية مرة أخري لللاعبين
وبين مدافع عن أخلاقهم وتدينهم
وبين من يقوم بالتشهير بهم بلا دليل سوي كلام الصحيفة
ونسينا كم يكتب عندنا وعند غيرنا في بعض الصحف من أكاذيب
....................
متى نفكر في كرة القدم ونحلل أسباب فوزنا وخسارتنا في الملعب
الذي لا يعترف بأديان وأخلاق وإنما بالجهد والعرق
وأما التشجيع فأنا مساند لمنتخب مصر
وخاصة هذا الجيل الرائع من اللاعبين والجهاز
في الفوز والهزيمة
أشرف نصر

Jun 18, 2009

خارطة الحب




خارطة الحب
رواية : اهداف سويف


الإخلاص للرواية الواقعية والتجديد من الداخل :

في روايتها خارطة الحب تظهر أهداف سويف مخلصة لنموذج الرواية الواقعية مستفيدة من تراثها الطويل ومن منجزاتها العميقة علي مدار تاريخها سواء في الغرب أو لدينا في الشرق وخاصة إنجاز نجيب محفوظ ..ويمكن الاستفادة بالمقابل بعناصر التحليل الممتع الذي قامت به د.سيزا قاسم للثلاثية في كتابها "بناء الرواية"

ولأن الإبداع الحقيقي هو ما يأتي بالجديد سواء في الشكل أو المضمون فسنجد أن هناك الجديد الذي تضيفه خارطة الحب.. وإن ظل ذلك التغيير من داخل نموذج الرواية الواقعية نفسه ..

أولا : بناء الزمان الروائي

"الإله نفسه ليس بقادر علي تغيير الماضي

أجاثون (447 - 401ق م )"

هذا الاستشهاد هو أول استشهادات الرواية ومفتتحها وهو يشير بقوة نحو سيطرة فكرة الذبذبة بين الماضي والحاضر لنجد

1- ترتيب الحكاية ليس هو ترتيب الرواية فإن أمل الحفيدة تقرأ مذكرات آنا التي هي بمثابة الجدة لها وإن كانت القرابة ليست مباشرة هكذا ..فالبداية لم تكن من الماضي ثم بالتطور الفيزيقي للزمن نصل للحفيدة ولكن سنجد أن البداية من الحفيدة ثم تتذبذب الأحداث ذهابا وإيابا بين الماضي تسعينات القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين

2- المستقبل يغيم تماما في الرواية ويظل الحضور الأقوى للماضي ثم للحاضر .

3- افتتاحية الرواية وخصائصها الزمنية :

هنا نجد أحد عناصر التجديد الذي تضيفه الرواية لتقليد الواقعية حيث كانت الافتتاحية عادة تمهيد طويل نسبيا يبد أفيه الكاتب من الحاضر ثم يعود للماضي أكثر من مرة ليقدم شخصية جديدة أو يلقي الضوء علي الحدث سنجد أن في خارطة الحب بداية مباشرة تدخل لقلب الحدث وهو فقرة من مذكرات الجدة مباشرة دون تمهيد أي من الماضي ثم دخول في الحاضر ..سنجد هنا بوادر ملمح هام في خارطة الحب وهو أن الماضي أكثر حضورا ولمعانا وتأثيرا من الحاضر ..وسنجد هذا العنصر يتأكد شيئا فشيئا علي مدار الرواية

4- الزمن الطبيعي وتجسيده في الرواية :

يمثل التاريخ في الرواية الواقعية خلفيه تسهم بشكل أساسي في أحداث الإيهام لدي القارئ بواقعية ما يقرأ ..وفي خارطة الحب سنجد أن التاريخ عنصر أساسي اعتمدت عليه الكاتبة فالكاتبة حرصت علي توثيق تواريخ كل فصول الرواية باليوم والشهر والسنة وبالتحديد بين عامي 1899وعام 1998وأحيانا الساعة ..

5- سرعة النص وبطؤه :في خارطة الحب سنجد الكاتبة تماثل الشكل التقليدي للدراما بداية ووسط ونهاية فنجد بداية من نقطه هادئة في حياة آنا الإنجليزية وفي حياة أمل المصرية ثم تتصاعد الأحداث وتتعقد حياتهما وحياة من حولهما أيضا ثم تأتي الاستفادة من تطور شكل الدراما في النهاية التي لم تعد بالضرورة أن تكون النهاية انفراجه تحدث التطهير ولكن المهم أن نقطه نهاية مرحلة .ومن ثم نجد بط ء ثم تزداد السرعة بصورة مطردة وتصل لأقصي سرعة في الأحداث علي مشارف النهاية.

-6 هنا لابد أن نشير لملمح رئيسي في خارطة الحب وهو أن هناك تناسخ أرواح أو بالأدق تقاطع مصائر حيث يظل دائما هناك تشابه بين مصير آنا ومصير أمل وبين شريف باشا البارودي الرجل الوطني المناضل من أجل قضايا التنوير والدستور في مصر القرن الماضي وبين عمر المفكر والمايسترو الفلسطيني المصري الذي يعيش في أمريكا ( نلاحظ أيضا أن امتزاج أكثر من هوية في نفس الشخص موجود عند آنا الإنجليزية التي تجد نفسها في مصر

وأظنه ينسحب علي الكاتبة نفسها فهي مصرية تكتب عن مصر وناسها وأحوالها بالإنجليزية وتحيا بلندن )

هذا التقاطع وتكرار المصائر والأفراح (نلاحظ أن ذروة حب آنا كان مع بداية علاقة حب عند ايزابل الحفيدة الأمريكية التي أحضرت المذكرات لأمل والتي شاركتها أيضا تناسخ روح آنا ) وتكرار الأحزان (يكون أفول قصة حب أمل في توقيت موازي لمعرفتها بنهاية قصة حب آنا بسبب اغتيال حبيبها )مع فارق أن أمل في حبها لم يكن ملتهبا وانتهي سريعا بسبب أن أمل تختلف فكريا وسياسيا عن رجل الأعمال الذي ظهر في حياتها عكس آنا التي توحدت سريعا بالباشا ..

هذا التوازي لم يكن فقط في تطور مسارات صعود وهبوط أو ازدهار وانهيار الشخصيات ولكن كان أيضا في الظروف السياسية وتكرار ملح للأسئلة القديمة

(سنجد الاستعمار الإنجليزي في الماضي والخطر الأمريكي في الحاضر وفلسطين ضلع رئيسي في المرحلتين ..ونجد الإرهاب مع تطوراته المفزعة من جمود فكر إلى مواجهات دامية ..ونجد التنوير والمثقفين بكل صخبهم وانقساماتهم وتشتت جهودهم..إلى آخره من تشابكات الوضع السياسي والاجتماعي)

وتظل الأسئلة القديمة تبحث عن أجوبه ؟؟؟؟؟؟؟

-7 المنظومة الزمنية في خارطة الحب تعلي من شأن الماضي علي حساب الحاضر من خلال كل تلك الحياة والحيوية المتدفقة في الأحداث وفي بريق شخصيات آنا والباشا في مقابل الحاضر الشاحب كصورة نيجاتيف عند أمل وايزابل والمايسترو عمر فزمن تسعينات القرن التاسع عشر لأنه هو ما يمثل الأصل سنجد البكارة في الأحلام الشخصية والحب والمخاض لوطن مشبع بالأماني الجميلة والشخوص والأحداث ممتلئة بأمل في غد سيكون أفضل .. أما الصورة أي الحاضر ونتيجة لأنه هو ذلك الغد الذي حلموا به في الماضي ولأنه كان علي العكس مما ظنوا كئيبا محبطا محطما لبارقة الأمل سيصبح أفضل نموذج لما ظهر علية مأساة شخصية أروي صالح المثقفة التي لم تجد بدا من الانتحار في مقابل كل الحب للحياة والمقاومة في شخوص مثقفي الماضي (صورة الحاضر المحبطة هذه تفسر لنا سبب الفتور السريع في حب الصورة أمل لرجل الأعمال واختلافها عن نهاية قصة آنا الأصل )

ثانيا : المكان في خارطة الحب

1 - عنوان الرواية يبدأ بخارطة والمفارقة هنا أنها ليست خارطة مكان وإنما خارطة لمشاعر وبالتحديد لعاطفة الحب ..لذلك نلاحظ أنه رغم الاتساع الزمني لأحداث الرواية في ما يزيد عن مئة عام سنجد ضيقا مكانيا فالشخصيات تتحرك في أفق محدود فرغم انتماء الشخصيات لبلاد وقارات مختلفة بين القاهرة والمنيا ونيويورك سنجد الحركة محصورة غالبا بين البيت الكبير في القاهرة وبيت طواسي في المنيا وشقة أمل في القاهرة أي أن الكاتبة اختزلت مصر وأمريكا أو علي الأقل المدن الثلاث في بيوت بعينها أما الأماكن الخارجية كانت الصحراء والطريق الزارعي للمنيا ..وسنجد أن حتى الصحراء والطريق الزارعي ظهرا بشكل مختصر من التفاصيل (رغم مناظر صحراء طور سيناء الخلابة وزخم الطريق الزراعي ) وركزت علي انبهار آنا بالصحراء ومن ضيق أمل وايزابل بالطريق الزراعي فكان المعيار دائما هو تأثر الشخصية بالمكان لا المكان نفسه أي الإدراك النفسي أثر في الإدراك الحسي للاماكن في الرواية ..ولهذا ونظرا للإدراك النفسي في البيوت وخاصة البيت الكبير كان مختلفا حيث نجد الألفة والحب والدفء ونجد هنا الخطوط العريضة للاماكن دون تفاصيل وهو ما تشترك فيه الكاتبة محفوظ في الثلاثية ولكن هنا نجد اعتناء وحب شديدين عن الكاتبة في التفاصيل النسوية الصغيرة والاعتناء بوصف نقوش المفارش بدقة والستائر وشكل الزخرفة علي السجاد الذي رسمته آنا

2 تشترك أيضا الكاتبة مع محفوظ في كون المكان ثابت في وجه متغير وهو الزمان حيث نري تغييرات الشخوص صعود وانهيار بينما البيوت وخاصة البيت الكبير يظل ثابتا شاهدا علي ما جري

3 رغم الاتساع الزماني لم تتسع فضاءات المكان في الرواية وهو ملمح مشترك آخر وليس أخير مع عبقري الثلاثية.

(فنلاحظ أن الرواية تطوير لروايات الأجيال كالثلاثية وغيرها والفارق هنا أن التتابع الزمني لم يكن تراتبيا بالشكل التقليدي ولكن جيل ثم يتلوه بعد قفزة زمنية جيل الأحفاد والمقارنة في المشابهة والاختلاف بينهما )

ثالثا :بناء المنظور الروائي

1-الراوي في خارطة الحب : الراوي هنا يساوي الشخصية فنحن نكشف أطراف الحكاية مع أمل لا قبلها ولا بعدها فالرؤية مع أي أن البؤرة مركزية من خلال منظور الشخصية فوجهه نظر أمل هي المهيمنة .

2 نجد هنا منظور بوليفوني في العمل من حيث انتماء المنظور لشخصية مشتركة في الحدث وهي أمل ..لكن الحياد لم يكن كاملا وظهر واضحا تعاطف الكاتبة لوجهة نظر الليبراليين ممثلة في البار ودي قديما وعمر حديثا وتغليبها علي الراديكاليين وأصحاب العقول الجامدة وبالطبع علي الإرهابيين

3 المنظور النفسي يتبادل مع الموضوعي دائما في امتزاج وتبادل دائم

4 المنظور علي المستوي التعبيري :

حيث تعبر الشخصية عن نفسها مباشرة دون علامات تنصيص ولكن نلاحظ لأن الراوي هو شخصية مشاركة في الحدث وليس راو من الخارج كما في الثلاثية لذلك كان المونولوج الداخلي لأمل آنا وصديقة آنا أي ليلي أخت البارودي والجدة المباشرة لانا ولكن كان مع آنا وليلي بحيلة فنية هي المذكرات أما الراوية أمل بالطبع كانت تطرح مونولوجها دون هذه الحيلة الفنية المهم أن الكاتبة أمسكت بزمام المونولوج الداخلي ولم تمنحه لجميع الشخصيات علي قدم المساواة بسبب أن الراوي مع كما قلنا

أخيرا :تحفظاتي علي الرواية

التحفظ علي كم المصادفات فإذا قبلنا بالرحلة الغريبة لوصول ايزابل إلى أمل بقطعة النسيج ومصادفة أن يتضح أنهما أقارب فسنجد مصادفة لا تحتمل حول كون عمر أخو أمل وحبيب ايزابل كان عشيق لامها ليس في نفس المدينة مثلا أي نيويورك ولكن في لندن ومنذ سنوات طويلة أيضا .

2 وضعت الكاتبة علي ألسنه الشخصيات تحليلات سياسية واجتماعية لمشاكل مصر ربما تكون مقبولة من البارودي وزملائه من السياسيين وأمل وزملائها من المثقفين لكن من ليلي ربه البيت العادية وكل خبراتها لا تتجاوز حوارات أخوها البارودي فكيف تدلي آراء بكل تلك الدقة دون اضطراب في التفسير مثلها مثل آنا التي جعلتها الكاتبة تحيط بدقه بمعضلات مصر بما لا يتيسر إلا لبعض خاصة مثقفيها

3 التحفظ الأكبر والأخير هو أن كل التحليلات السياسية والاجتماعية المشار إليها لا تتناقض إلا ظاهريا في بدء الجدال حول شيء ما لكنها تتسق في النهاية في رؤية واحدة هي للكاتبة نفسها .

سحر الإبداع دائما في عدم اكتمال النص .

أشرف نصر

*ورقة بحث قدمتها منذ سنوات في معهد السينما

وعثرت عليها مصادفة

ashrafnasr.blogspot.com


امبارح كان عمري عشرين


هل هناك علاقة بين أغنية "امبارح كان عمري عشرين" لمحمد منير
وصورة نجيب الريحاني الشهيرة

ربما
من أين يجيء الاحساس بقسوة الساعات؟

هل ثمة علاقة بين الوقفة الصباحية أمام المرآة لمطالعة تطور الشعيرات البيضاء
والحلم المتكرر بفترة الثانوية وخاصة مواقف العشق الملتهب الساذج
ربما
أين اختفي لمعان العين وخفقة القلب الخاطفة؟

هل هناك علاقة بين الفرار من الوجوه المفروضة قسرا
وإلحاح الوجوه التى عبرت سريعا على الذاكرة
ربما
كيف لمن ذهبوا أن يعودوا ولو لمرة واحدة!

هل هو حنين
أم شيخوخة مبكرة
أم مجرد حساسية مفرطة
ربما كل ذلك

المؤكد
امبارح كان عمري عشرين
أشرف نصر