Feb 25, 2007

مكتوب

قرأت الخطاب عدة مرات ..تفتحه مرة أخري بأصابع مرتعشة ..تفر نظراتها فوق الحروف وتتوقف أمام اسمه ..تحس بوقع الحروف علي قلبها وتشعر كأنما تجسد لها في أخر مرة رأته ..من الباب الخشبي الأسود المزين بالسلاسل ذات الصوت الرنان دخل زوجها ..في كلمات لا تبين حروفها القي تحيه المساء ..ارتمي علي الكرسي الضخم وأراح رأسه وخلع نظارته الطبية ثم أغلق عينيه ..تطوي الخطاب وتضعه بارتباك في الدرج ..حاولت أن تمد يدها إلي الريموت كنترول لكن يد الزوج كانت أسرع ..تتوالى أصوات المحطات المختلفة وهي تجلس مكومة علي كرسيها وتضم ركبتيها ..جرس الهاتف دق فنظرت إليه لكنه عاود إغماض عينيه فعلمت انه لن يرد ..بعد أن تلا التليفون الرسالة المسجلة جاء صوت زميله يؤكد عليه موعدهما في الغد ..الساعة الرتيبة اختطفت نظراتها فلم تلحظ انه تثاءب كإشارة لها بالسرعة في إعداد الطعام ..لما وجدها لم تهب للمطبخ رمي بالنظارة الطبية علي المنضدة الأرابيسك التي أمامه ..أنزلت قدميها ونهضت تجر خطواتها إلي المطبخ ..في صمت ترص الأطباق تذهب للثلاجة لإحضار الماء ..وفي طريقها تفتح الكاسيت علي أغنيتها القديمة التي تعشقها..أثناء خروجه وهو يربط الروب الصوف التقط الريموت وأعاد البحث في محطات التليفزيون وهو يجلس أمام الطعام ..حينما رفع صوت التليفزيون أغلقت هي الكاسيت وعادت لجلستها علي الكرسي ..أشار إليها وإلي الطعام فمسحت علي بطنها بكفها فوضع بصره في الطعام وبدأ في التهامه..رغم صوت المطرب الأجنبي وزخم ألوان الأغنية الأجنبية لكنها رفعت نظرتها من التليفزيون إلي الصورة التي تعلوه ..ظلت تحدق في جلستها بثوب العرس الأبيض وابتسامتها الشاحبة التي لا تكاد تبين ..وتحدق في وقوفه بثبات وهو يضع كفه اليمني علي كتفها الأيسر ..حين انكمش كتفها التفت زوجها باستغراب وقد انهي طعامه وقام بعد أن تنحنح بصوت عال ..الماء الساخن الذي يسيل من الصنبور لسها فابتعدت بأصابعها مفيقة من شرودها ..تزيد من البارد لضبط حرارة الماء ..
أشعلت الموقد وحدقت وهي تضع الشاي في ناره المستعرة ..كلما تدخل الحجرة يذكرها السرير برغبتها الشديدة في تغييره ..لكنها لم تخبره أبدا بتلك الرغبة ..تضع الشاي علي الكومود وترفع طرف الغطاء لتجلس بجانبه ..تعبث أصابعه علي الريموت ثم يترك أحد الأفلام القديمة ويخفض الصوت فلا تكاد تسمع شيئا ..بينما يشرب الشاي ينفث دخان سيجارته مفكرا ..تتابع هي مشاهد الفيلم القديم وتهمس بحواره الذي تحفظه ..يده امتدت لها بكوب الشاي الفارغ فوضعتها بجوار كوبها الممتلئ ..وأصابعه تضبط المنبه فرد جذعه وقبل خدها ثم وضع المنبه مكانه وتمدد مغمضا عينيه ..بعد أن تأكدت من نومه تسللت إلي الخارج ..فتحت الدرج وتحسست الظرف بأصابعها لتتأكد من وجوده ..التقطته وأسرعت إلي المكتب ..ذرات ضوء أباجورة المكتب انتشرت علي الخطاب ..تعيد قراءة ما تصفه أختها عن مصيره ..لم تستطع إكمال القراءة من دموعها التي انفجرت فأغرقته ..شعرت بارتياح يحل عليها فنهضت ..دون أن تشعل نور المطبخ تحركت بثبات تجاه الثلاجة ..أنارت الثلاجة المفتوحة المطب فأخذت الزجاجة وقذفت بالماء في جوفها ..في خطوات كثيرة وصلت الي الغرفة ..ولأنه قد تقلب بعيدا عن الوسادة وتمدد بعرض السرير فقد انكمشت بجانبه ..ظلت تحاول النوم دون جدوى ..التفت إلى المنبه فلم تستطع تمييز الساعة بدقة ..حلت علي شعرها يده في تقلبه الدائم في نومه ..أبعدتها وهي تنهض مرة أخرى ..
بالصالة وفي قلب كرسيها ظلت تنشج بصوت مكتوم .
أشرف نصر

خيط .. إبرة

تشمخ .. غبار الكسل يشملني .. أنفضه بتكاسل .. دوامة التكرار تغرقني .. العرض اللهفة .. خيبة الأمل .. يتخطاني الاختيار دائماً .. أطل من الكرة الضخمة برقبتي فقط .. تتقدم وتشير .. إشارتها ثابتة .. كل شيء كالمعتاد .. اختيار ..
الجديد أنه أنا ‍‍.
2
الفرحة تثملنى .. وعورة الصعود تجبرني على التشبث بها .. عند الصدر تتفتح فأدخل .. آثار الرقدة اليومية تتجلى .. الثوب صعب المراس .. في الحلم اليومي المشتعل بالحركة كنت ساكناً .. الحركة المتحققة تدفعني خلفها .. رقبتي بيمينها .. بشمالها قلبي الحالم بها .. نعبر أسوار الصدر إلى الأكمام .. مسرعة .. مشتاق .. بإتقان تعمل .. مجهد أنا .. أدعوها للاسترخاء .. تقبل بصعوبة
3
حكايات الاسترخاء لها طعم خاص .. الرغبة في ضمها تزداد .. الكلمات تتبعثر عند حاجتي لها .. أتقلب من حكاية لأختها .. فرغت من ليالي الانتظار الطويل في كلمات .. سعير الوجد يعربد بداخلي .. أحاول تقبيلها فتتمنع .. تأمرني بالنهوض .

أزرار :
على جوانب الثوب .. ترقد الأزرار عابسة .. خيالي الماجن يصور لي اللهو بها .. تحذرني من التوقف عندهم .. الأزرار ترقد جماعات .. لا تبرح بوابات الثوب .. الداخلون الخارجون .. يلقون فضلاتهم على الأزرار .. يدهسونهم عابثين .. أقدم اعتذاري لهم .. قبل التسامر معهم .. تأمرني بالرحيل والكرة الضخمة تتقازم
4
أتمرد .. "كفى" تنطلق منى .. العجب الممزوج بالغيظ يقتلها .. قبل سؤالها أسألها "متى" ؟ .. تطلق ضحكة تثير غضبى .. تنفلت دمعة منى .. تمنحني قبلة اشتهيتها طويلاً .. الدموع التي أفسدت القبلة تسألها .. تجذبني وتجيب:
( بعد الفراغ من الثوب)


5
الدقائق المتبقية تتمدد أمامي .. أتعجلها بإصرار .. خلايا عقلي تنطلق أسرع من جسدي .. العمل المرهق يزيد ضراوتها .. انكسارات الثوب تزيد من صلابتي .. أحلام الليالي تتماوج أمامي .. لتمتزج في حلم أرسم تفاصيله بدقة .. الذاكرة الفوضوية تدفع بانتظام بصورة صديقي .. أتناساها .. تجذبني كي نعتلى الجيب .. أتلمس الخطى كي لا أسقط .. الكرة تحاول المقاومة الدقائق المتبقية تطبل بقرب اللقاء .. أنسى الجميع إلاها .. اللقاء المحددة تفاصيله يتراءى عندما تشمخ على حافة الجيب .. عذابات الانتظار الطويلة تقذفني إليها .. أتلمسها .. تنفلت منى .. الكرة التي نفذت لا تمكنني من اللحاق بها .. أختل .. أتشبث بها تدفعني .. فأهوى بجوار صديقي في الجيب مكوما
أشرف نصر
:ملحوظة
نشرت في مجموعة "صوت الكمان "وقبلها في مجلة
ادب ونقد والكرمة
ثم سعدت بنشرها في موقع شبكة الذاكرة الثقافية
ضمن مختارات السرد المصري
وبرضه عرفت بالصدفة
يا رب كتر من الصدف الحلوة
أشرف

الشرير الذي صعد

كان هنا .. كان يحب .. كان يسب .. كان يغني ..
كان وكان وكان ..ما أقساك يا كان ..
أيها الزملاء .. تركنا وصعد .. حزانى نحن حتى النهاية ..
لا نطيق الدراسة ولا نطيق الحياة بدونه ..
مثلما يقول نزار -الذي لم يكن يحبه-
مالحة أمامنا الأشياء- .
ربما في الشهر القادم سنخفف الحداد قليلا .. لأن الصيف الحارق والامتحانات القادمة ستجعلنا نتجادل بصوت عال .. وربما في الثلاثاء القادم سنسخر كعادتنا من دكتور نظرية الأدب .. وستفلت ضحكة من هنا أو هناك .. وربما لن نحتمل حتى الغد .. وسنعاود حياتنا ربما مضيقين من حواجبنا أو مرتدون أشرطة سوداء علي أكتافنا .. لكننا مبتذلين كعادتنا..
لماذا كتبت علينا المشاوير ؟-
حين يرفع رأسه للسماء صارخا .. نتبادل النظرات بوجوم وخوف لا إرادي .. حين يلمح رعبنا يضحك ويغني ..حين يغني تغني كل ملامح الأرض ..
أتصدقون أنني لا أحب العصافير-
يصفر لأسد قصر النيل وهو يتحداه لينزل لمبارزته .. يشد شعر البنت في المركب النيلى حين تصطنع الدلال .. يهرول أمام الفندق وهو يشير للسائحين بإشارة بذيئة .. وهو يخبرنا أنهم يراقبوننا كحيوانات متوحشة .. في مقهى الحرية ينهل من البيرة ويميل علي :
!يا صاحبي اني حزين-
:وحين أقول بغباء
صلاح عبد الصبور -
يشيح بوجهه ويشخر لماسح الأحذية الذي يصر علي مضايقته ..يلعب الشطرنج بمهارة تبهرنا .. لكنه قبل قتل الملك يطيح بالقطع قائلا :
نحن مثلها -.
يسب كل الناس .. من بائع الجرائد ..إلي الجنود الذين يراهم مرشوشين كالبثور علي وجه القاهرة .. إلي الأساتذة السخفاء الذين يصرون علي الأسلوب المدرسي .. كان يراهن عامل العرض العجوز علي الفتيات .. في كل مرة كان يقنع إحدى الزميلات بخدعه جديدة .. وحين تندمج البنت .. يضربها علي صدرها بسبابته كإشارة بعبثه ..
تلعنه وتظل تقسم – كاذبة – أنها لن تحدثه بعدها ..
صاحبكم ذهب -.
نتبادل النظرات بذهول .. أفر من الجميع .. يتجادلون حول الذهاب إليه .. لكن كيف الذهاب وهو ليس هناك
صاحبكم ذهب -.
شريرا كان .. وسليطا كان .. وعربيدا كان ..
لكنه الآن كان ..فما اقساك يا كان..
أيها الزملاء .. سخيف ذلك الحزن مثلكم ..مقيتة اهتزازة رؤوسكم بذلك الأسى .. ملعونة كل كلمات الرثاء ..
هو يحب الغناء ..
فلماذا لا نغني له ! .. نغني عنه.. نغني معه ..
كان هنا .. كان يحب .. كان يسب .. كان يغني ..
شريرا كان .. وسليطا كان .. وعربيدا كان ..
لكنه ما زال حتى الآن يعشق الغناء .

أشرف نصر
:ملحوظة
نشرت من قبل في مجلة تواصل
وسعدت بوجودها في موقع اسية الالكتروني
ووجدتها بالصدفة البحته

استلهام الشخصيات من الواقع في الرواية العربية

(وهاهو مقال آخر كان من المفترض نشره في الدستور وللأدباء الثلاثة خالص الشكر )
من اشهر من عرفنا من تم استلهامهم من الواقع كان "محمود أمين سليمان " في رواية "اللص والكلاب " لنجيب محفوظ وهو بالطبع مختلف عن شخصية "سعيد مهران"..
هنا ابحث عن أبطال المبدع الكبير "علاء الديب " والكاتب "منتصر القفاش " خاصة في روايته "تصريح بالغياب " والكاتب "سيد الوكيل " في روايته " فوق الحياة قليلا "
وكما اختلفت أجيالهم اختلفت الفضاءات التي تعاملوا معها ..واختلفت إجابتهم ..
كان سؤالي الأول حول أهم سبب لاختيار
شخصية حقيقية وأهم نقاط توهجها ؟
أجابني الأديب علاء الديب :
أكثر أعمالي له محور رئيسي هو التجربة الذاتية وتجربتي هي حياتي وعائلتي وجيراني وهذا هو المجال الذي أتحرك فيه .
أما الكاتب منتصر القفاش يقول عن روايته " تصريح بالغياب "
أن المنطلق هو طبيعة تجربتي في الجيش ككل ..ولم يكن التفكير في البداية في شخصية بعينها ..فكنت ابحث حول كيف كانت طبيعة تلك التجربة وكيف أراها ومع بداية المقاطع الأولي بدأت تظهر إمكانياتها علي مستوي الشخصيات .
أما الأديب سيد الوكيل قال :
أن حتى الشخصيات الحقيقية تخضع لواقع التجربة الأدبية وحقيقة الشخصية هي حقيقة فنية حتى لو استخدمت نفس الاسم والسمات ..وفي جميع الأحوال لا شيء يقع خارج التجربة الأدبية ..
سؤالي الثاني كان حول حدود التغيير في ملامح الشخصية الحقيقية ؟
يري "منتصر القفاش " أن الخطوط تماست بين الشخصية الروائية والحقيقية عنده فعلي سبيل المثال شخصية مدير المدرسة العسكرية ولكني قمت بمد الخطوط إلي أبعاد فنية أكثر ولا أخفيك أنني تخليت عن شخصيات مثيرة في الواقع لأنها لا تناسب طبيعة الرواية ..
أما الأديب علاء الديب فقال :
أن الملامح الخارجية لا تصنع أدبا ،والتجربة الإنسانية للفرد هي الأساس وأنا ابحث دائما عن الملمح المتفرد للشخص والذي يعطي دلالة عامة وستجد ذلك في كل أعمالي ..
وعن روايته " فوق الحياة قليلا "قال سيد الوكيل :
حجم التغيير يجعل الشخصية مختلفة فعندي مثلا "أبو الشمقمق " الشاعر الذي يمتلك سلاطة اللسان وقوة البيان ..البعض يظن انه الأديب محمد مستجاب ..أنا لا انفي ذلك ولا أؤكده ..أشير فقط إلي أمرين :أولا أنني نجحت في إعادة خلق النموذج التاريخي .
ثانيا :أن مستجاب شخصية جذابة بالفعل وملهمة للكتابة ولا اعتقد أن ذلك يزعج مستجاب فهو يعلم أني أحبه
(كان الحوار في حياة الكاتب محمد مستجاب )
سألت الكتاب الثلاثة هل هناك حاجة للإشارة للشخصية الحقيقية (المصدر ) وهل سيفقد المتلقي شيئا إذا لم يعرفها ..
أكد الكاتب علاء الديب : أن المشكلة في المجتمع العربي ذاته الذي يظن أن المحافظة عليه هو إخفاء المستور ويرفض دور الأدب في الكشف والتعرية ولذلك يضطر الناس لتلمس الشخصيات الحقيقية في الروايات ..لكن لو كان في المجتمع مناخا صحيا لما احتاج الكاتب للترميز ولا المتلقي للبحث هل الشخصية هي فلان ..
أما سيد الوكيل يقول :
أنا اقتربت من التاريخ والتوثيق ثم سرعان ما كنت أعود للمتخيل والدخول بتعليقات ساخرة لشرح أن الأمر لعبة وهذه المراوغة حيرت القراء والنقاد ..ومن الطريف رفض إبراهيم عبد المجيد نشر روايتي وقوله :
أنني اصغر من أن اكتب مثل هذه الكتابة التي تحتاج -في رأيه- إلي رجل في حوزته قدر من الوثائق والخبرات ليتجرأ ويكتب عن طه حسين أو صلاح جاهين مثلا .
ويري منتصر القفاش :
إن الأعمال التي تحتاج لمذكرة تفسيرية من خارج العمل الفني لا تستهدف سوي القيل والقال وعلي سبيل المثال سنجد أن رواية "أولاد حارتنا " خسرت كثيرا علي مستوي التلقي عندما حاول الناس الربط بين أبطالها وبين شخصيات في التاريخ الديني وكأنها مجرد "تلسين " علي الأديان ..بينما قيمة الرواية تستمدها من قدرتها علي تقديم رؤية عميقة للأسئلة التي واجهها الإنسان علي مدار وجوده..
آخر أسئلتي كان هل يوجد ما يسمي بتشويه شخصية حقيقية عند ظهورها في رواية ؟
أكد سيد الوكيل :
أن القارئ يمنح نفسه ذلك الحق في الحكم لو كانت الرواية وثائقية ولها رهان إيديولوجي كما عند "صنع الله إبراهيم " ..والغريب انك إذا كتبت عن نجيب محفوظ لن تحتاج للحذر مثل الكتابة عن صلاح الدين فالماضي مقدس عندنا وكلما اقتربنا من عصر النبوة تزداد القداسة ..
أجاب منتصر القفاش سؤالي :
أن الكتابة لا تشوه أو تجمل لأن كل هذا يعتمد علي مقاييس خارج الفن والشخصية تستمد أي سمه لها من خلال التجربة ذاتها ..أما الكلام عن شخصية مشوهه أو حسنة السير والسلوك نوع من الكلام الذي عفي عليه الزمن ..
بنفس الهدوء الجميل قال الأديب علاء الديب :
سأعطيك مثالا في السير الذاتية العربية ..كم من الأدباء كتب عن تجاربه الدينية أو الجنسية أو علاقاته بأسرته ..ستجد العدد قليل جدا وبهامش ضئيل بالفعل،لذلك المشكلة ترجع لمجتمع لا يسمح بالتعبير الكامل ويتحدث عن التشويه والإساءة للسمعة ..
آخر ما قاله منتصر القفاش كان :
العبرة دائما بالتجربة الروائية في حد ذاتها
أما الطريف هو ما قاله سيد الوكيل :
بعض الأدباء !!غضبوا من "فوق الحياة قليلا " واعتبروها تعريضا بهم ..
وتركت الأديب علاء الديب بعد أن قال كمُعلم :
النفس الإنسانية فيها كل التفرد وتعرية ذاتك هي عملك كمبدع ..وهي الشيء الوحيد الذي لن يستطيع أحد مصادرته .
أشرف نصر

نساء من مصر

نجلاء محرم ،وفاء المصري ،الست بثينة
ما سر قوة الشاعرة وفاء المصري ومغامرتها في إصدارها ديوانها الأول
"ولا حاجة " في مجتمع لا يقدر المبدعات وتغلبها حتى علي مضايقات اقرب الناس لها حتى تتمكن من أعظم فعل إنساني وهو الكتابة بحرية .
ما سبب دأب القاصة نجلاء محرم في الإنفاق علي مسابقتها في القصة القصيرة والمجلة وكتاب" الفائزون" كل عام دون انتظار لكلمة شكر وسعيها الدائم لتطوير مشروع المسابقة وحلمها بتكوين رابطة من مبدعي تلك المسابقة أما "الست بثينة " حدوته طويلة من طول عمرها "ربنا يديك الصحة وطول العمر يا ست الكل " أكثر من 50 سنة تمثيل في مجتمع ضيق ومغلق مثل الفيوم وعشرات العروض والأدوار بمبالغ زهيدة وكثيرا بلا مقابل .
مين الممل اللي حب يضرب مثل بالعزيمة فقال : عزيمة الرجال
ومين العبقري اللي قال
مصر ولادة .

وفاء المصري

أن تكتب كتابا وتصدره علي نفقتك وتوزعه علي الأصدقاء والكتاب والصحفيين هو أمر شائع في مصر وهو ما جربته شاعرة العامية وفاء المصري في ديوانها الأول الجميل
ولا حاجة " لكنها أصدرت بعدها كتابا عن" :
ما قدمه العرب لفلسطين من عام 48 حتى الآن
والكتاب بكل صفحاته عبارة عن صفحات بيضاء ناصعة
هكذا رأت وفاء المصري ما فعله العرب ..فالحكومات العربية استمدت منذ الخمسينات شرعيتها من " تحرير فلسطين "
فلا عادت فلسطين ولا ذهبت الحكومات العربية بل ولحقت العراق بأختها فلسطين وربنا يستر علي لبنان وسوريا وغيرهم .
وأمجاد يا عرب أمجاد .

رواية الديكتاتور

كان من المفترض أن انشر هذا الموضوع في جريدة الدستور ( كانت قد توقفت وحاول إبراهيم عيسي إعادتها ثم توقف مشروع إعادتها..وعندما عادت الجريدة كنت أنا قد ابتعدت ..علي أي حال هاهي آراءهم بلا تصرف نظرا لأهميتها
وخالص الشكر لأصحابها ممن اقتطعوا من أوقاتهم وجهدهم للمشاركة في الموضوع بلا مقابل ..(

ليس مهما من كتب الروايات التي صدرت باسم صدام حسين ..المهم الآن من كتب عن الديكتاتور .. فرغم أننا نعاني من الديكتاتورية ربما أكثر من أمريكا اللاتينية لكن لديهم تيار قوي من الروايات تعاملت مع شخصية الديكتاتور بكل جرأة وإبداع يحسب لهم مثل رواية خريف البطريرك لجابرييل جارثيا ماركيز وحفلة التيس لماريو برجاس يوسا وغيرها ..عندما ثارت التساؤلات ذهبت إلي النقاد بحكم متابعتهم للمشهد الروائي في العالمين العربي والغربي ..
يقول د:شاكر عبد الحميد :
الروايات التي جسدت موضوع الديكتاتور في الأدب العربي ليست كثيرة ولا بارزة ولكن شخصية الديكتاتور موجودة علي المستوي الصغير في "العسكري الأسود "ليوسف إدريس وعلي المستوي الاجتماعي في شخصية "السيد أحمد عبد الجواد " في ثلاثية نجيب محفوظ ..ولكن الرواية العربية ألمحت كثيرا لشخصية الديكتاتور دون أن تجسدها بشكل متنامي وفعال كما فعلت أمريكا اللاتينية ..

بينما يري د:رمضان بسطاويسي :
أن الديكتاتورية فكرة أعمق من فكرة الطاغية فالديكتاتور ليس شخصا في حد ذاته وإنما هو فكرة تتحول إلي ممارسات يومية تمارس تأثيرها علي الأفراد وتكرس لسيادة نظام يدعم فئة أو شريحة أو سيادة نمط واحد من الحياة فالشخص يمكن أن يموت لكن النظام يبقي ويولد لنا مزيدا من الطغاة ..ويكمن أن نعتبر نماذج لذلك :
رواية " اللجنة " لصنع الله إبراهيم ورواية
"حكايات المؤسسة “ لجمال الغيطاني بل يمكن أن نعتبر معظم الروايات العربية تناولت الديكتاتورية بشكل أو آخر .
أما عن المشهد الروائي الغربي يقول د:وائل غالي :
ليست رواية الطاغية تخصصا معينا في الإبداع في أمريكا اللاتينية إنما الكتابة الروائية قديمة قدم الرواية نفسها ،فعندما نشرت الناقدة الألمانية المعاصرة حنه آريندت تمثيلا لا حصرا كتابها الرائد عن "أصول حكم الحزب الواحد " في العام 1951 كانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت وكان هتلر قد مات لكن ستالين عاش وحكم وتم استنساخه إذا جاز التعبير في العالم العربي في الصورة البعثية وغيرها من التطبيقات النوعية في العصر الحديث ،أرادات آريندت صياغة معني الحقيقة المخيفة لحكم الحزب الواحد وظهوره في العالم كإفزاع وكشكل جديد تماما من الحكومة جنبا إلي جنب مع استحضار نماذج من تاريخ الكتابة الروائية الغربية عن الطاغية .بحثت عن العناصر الخفية في الإمبريالية الأوربية التي توافقت مع الحركات الاستبدادية ،كما توافق الكلام علي الطاغية ورواية الطاغية مع التدخل العسكري الخارجي في العراق المحتل الآن وفي بلدان العالم كافة ،من قبل .استكشفت آريندت نظام تلك الحركات وشرحت البناء القوي للنازية والستالينية ،ودرست بدقة "ادعاء " تلك الأنظمة في الهيمنة العالمية .ركزت بشكل رئيس علي النازية ،ولكن كانت آريندت ملمة بأصول حكم الحزب الواحد في روسيا .إن التعقيد الهائل لأصول حكم الحزب الواحد يصدر عن تعقيد مفهوم حكم الحزب الواحد بوصفه يشمل النازية والستالينية .تعاملت المحاضرة الأولي مع استحضار حكم الحزب الواحد لأصناف تقليدية في الحكم .هكذا منذ بداية التاريخ الإنساني وردت مسألة حكم الحزب الواحد .

أما عن احتلال العراق وآثاره علي الرواية العربية في الفترة القادمة ..يقول د:شاكر عبد الحميد :
أعتقد أن ما حدث في العراق سوف يؤثر في الرواية لكن ليس بشكل مباشر ولا سريع ..فلابد من فترة تأمل واستيعاب ثم تجسيد للرؤية الجديدة ..فأتوقع بسبب ممارسات الاحتلال الأمريكي في العراق وانكشاف أكاذيب أسلحة الدمار الشامل سوف يعاد النظر في التفكك العربي وتنامي الشعور بالهوية العربية الكامنة أو المغيبة مؤقتا ..وان يقوم الأدباء بالتعبير عن ذلك من خلال اتجاهات متمردة وجديدة ورافضة وحالمة بمستقبل أفضل ولكن نحتاج بعض الوقت وبعض التأمل ..

وعن رأيه في تأثير ما حدث في العراق علي الرواية العربية
يقول د: رمضان بسطاويسي :
إن ما حدث سوف يكون له تجليات وظلك بالابتعاد عن الشعارات الكبرى والاقتراب من الحياة وتسجيلها وإعادة اختبار كثير من المسلمات التي سيطرت علي العقل العربي ومحاولة اكتشاف صيغة جديدة للحياة تكون أكثر قدرة علي استيعاب المستويات العميقة للحياة .
أشرف نصر

الرسالة وصلت يا مبارك

بعد سجن كريم عامر
كانت رسالة النظام المصري واضحة
صبري خلص يا بتوع النت
ويا كل حر في مصر
اللي هيتكلم
هنسجنه والتهم كتير والقوانين مفيش اكتر منها
ومفيش مانع مع تهمه الهجوم علي الرئيس المعظم
يكون معاها تحابيش الدفاع عن الدين
طبعا مش النظام الخالد
اكثر من يحمي الدين
واكثر من يرعي الله في شعبه
ومداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااادد
يا حماة الدين
مدد

رسالة إلي المدون كريم عامر

المفروض من حقك أن تقول رأيك
ومن حقي وحق أي رافض لتلك الآراء الرد عليك
لكن هل من حقهم التحريض ضدك
هل من حقهم سجنك علي رأي
وهل هناك من يضمن بعد الآن عدم قتلك
يا ابني انت في مصر
!!صح النوم

مصطفي بكري ..ممكن سؤال

قد يكون لديك رد حول سر دفاعك عن الأنجال علاء وجمال وقت أزمة مقال الاحتكار ..وعن الأب من قبل ومن بعد ..وقد يكون لديك رد حول من يسرب لك معلومات ملفات الفساد لمن حل عليهم غضب النظام بعد طول الرضا ..وقد يكون لديك رد حول علاقتك القديمة بصدام ..يا مفتري شبهته بعمر المختار وجميلة بوحريد ..لكن شفتك (في برنامج العاشرة مساءً )بتحرض علي المدون كريم عامر ..
وشايف السجن مش كفاية (نقتله وترتاح يعني) ونخلص
قلت بس أسالك يا تري يوم الحساب
هترد بإيه لما ربنا يسألك :من جعلك تتحدث باسمي
وتحكم علي عبد وسعته تحت سمائي
!! وما عجزت عن أن تسعه رحمتي

Feb 17, 2007

بنادي عليكي

انا متعود منك علي صدف
أغرب من السينما والحياة
متعود منك علي حاجات مستحيلة
يبقي مش غريب أتوقع
ان من بين الملايين اللي بيدخلوا ع النت
وكلهم تقريبا مبيبصوش ع المدونة بتاعتي
!!ومش مهم قوي
علشان كده متوقع منك
ومنك انتي بالتحديد
انك تدخلي هنا
عاوز بس اقولك
وحشتيني
أشرف