Mar 30, 2010

الحكاية السابعة



ما استعاذ أهل المدينة إلا من سيرة الحداد
فذكر حكايته يثير الرعب فى القلوب
كان الحداد- عليه غضب عظمة السلطان- طويلا عريضا كالباب
يأكل حتى يظن الناس أنه لن يشبع
ويشرب الخمر حتى يظنون أنه لا يسكر أبدا
جاءه يوما جابي الضرائب فدفع
ثم عاد الجابي في الأسبوع التالي
يطلب المعلوم - لزوم الشاي والدخان - فضحك
ولما غضب الجابي
قال الحداد -المغضوب عليه - :كان أبي يدفع
لأنه رجل لا يهش ولا ينش
أما أنا فكلا وألف كلا
اجتمع الجيران على صياح الجابي
يهديك يا حداد .. يرضيك يا أخينا
والحداد يطرد الجابي ورجاله من دكانه
حتى تطوع السماك
فوضع المعلوم -المطلوب من الحداد- على طاولة السمك
ولما مد الجابي يده لأخذ المعلوم
كواه الحداد بسيخ النار
ورد المال للسماك وهو يقول : الضريبة ودفعناها
أما البرطلة فكلا وألف كلا
و بخ الحداد في المجتمعين حول الدكان ففروا جميعا
وصار الجابي أسيرا بدكان الحداد
ولم يكتف - المغضوب عليه - بكي يد الجابي
بل قيده وعلقة في الدكان
جاءه شيخ المدينة :يا حداد لا تكفر
ادفع المعلوم واطلق سراح الجابي
فيشخر الحداد: كل جمعة تكرر لعن الله الراشي والمرتشي
واليوم تلحس كلامك يا طرطور
ويفر الشيخ وهو يغمغم: النار لحست مخه
والخمر ضيعت عمره
ثم جاءه قائد الشرطة آمرا
فرفع السيخ وقال: من أراد أن يُيتم أولاده
يدخل ويحل قيود الجابي
سبعة أيام ورجال القصر يحاولون إنهاء الأمر بالتراضي
قبل أن يعلم عظمة السلطان
خاصة وأنهم أصبحوا مسخة المدينة

والحداد يأكل ويشرب ويسكر وينام في دكانه
والجابي معلق كالجوال بلا حول ولا قوة
لكن عظمة السلطان لا تخفي عليه دبة النملة
وقد انتظر ليري فعلهم

فلما رآهم أعجز من الولايا أمام الحداد
أصدر مرسوما سلطانيا

فهجمت قوات حرس القصر على الدكان
أول ما فعلوا قطعوا رأس الجابي
قائلين: لا أحد يلوي ذراع عظمة السلطان
تدحرجت الرأس تحت أقدام الحداد
فرفع السيخ وهجم عليهم
وطااااااااااخ طااااااااااااااااااخ
جرح هنا وقطع هناك
حتى مزق منهم خمسين قبل أن يسقط صريعا
ولشهور طويلة ظلت رأس الحداد - بحراسة حراس أشداء - معلقة على الدكان
حتى أنزلوها ودفنوها بمكان مجهول
بعد أن تكرر أمر عجيب فى الليالي الطويلة
فقد تكرر - رغم الحراسة - نثر الزهور - بفعل مجهولين - تحت رأس الحداد
وبعدها صدرت فتوي شيخ المدينة
بلعنة الحداد وإثم ذكر سيرته
وظلت حكايته تثير الرعب
وحكاية ناثري الزهور تثير التساؤل

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/

Mar 25, 2010

السادسة

ومما رواه مؤرخ القصر العجوز
عن مولد عظمة السلطان
أن المدينة شهدت شهورا قاسية
لم تكن تشرق فيها الشمس خالص مالص
والغيوم تطبق على سماءها ببواخة
حتى أن الناس فقدت الإحساس بالوقت
وكانوا يعرفون طلوع النهار بصياح الديكة
ودخول الليل بعواء الكلاب
وأحيانا كانت الديكة بنت اللذين تصيح فى منتصف الليل
فيخرج أهل المدينة الغلابة للعمل فى الليل الحالك
وتعوى الكلاب بنت الكلاب فى منتصف النهار
فيعودون للنوم فى النهار الغائب خلف الغيوم
ثم جاء يوم مولده
وأشرقت الشمس بنور عظمة السلطان
وودعت الغيوم السماء برذاذ خفيف لطيف حُنين
فعمت البهجة المدينة
ولم يعد خداع الديكة والكلاب ينطلى على أحد
فعادت لمقامها كحيوانات يُسيرها بني الإنسان
ويكمل المؤرخ حكايات ذلك اليوم المشهود
والذي كانت فيه العلامات ترخ على المدينة
مثل علامة الغراب الذى كلم الناس
واليمامة التى باضت سبعين طائرا لم يستطيع
العلماء تصنيف بعضهم حتى اليوم
والكثيييييييييييير الكثير من الكرامات
وكان الناس يسمعون روايات المؤرخ بيقين
لا يدنو منه شيطان الشك
ولكن بعضهم يحرفون فى التفاصيل ليس إلا
لأن عظمة السلطان ولد منذ زمن بعيد
قبل ميلاد عجائز المدينة
ويقولون ولد قبل المؤرخ
وفى رواية أخري
أنه ولد فى عصر ما قبل التاريخ

أشرف نصر

http://ashrafnasr.blogspot.com/

Mar 18, 2010

ال5


مطيع كان مطيعا بجد
خجول لا يرفع عينه فى عين احد
ولا تعلو ضحكته ولو بينه وبين نفسه
تعلم فى كتاتيب عظمة السلطان
وفى الصبا لعب فى حدائق عظمة السلطان
وفى رمضان يأكل على موائد عظمة السلطان المفتوحة
وفى السراء والضراء يدعو
* طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره
وينصره على مين يعاديه هآى هئ *
عُين مطيع سائسا بإسطبلات عظمة السلطان
خلفا لأبيه السائس والذى خلف جد مطيع فى الإسطبل
فسرعان ما تزوج مطيع بمن اختارتها أمه
وأنجب آذ سوون آذ بوسيبل
وظن كل من حوله أنه أسعد الناس
لكنه فى صباح يوم شتوي مشبر
ترك الإسطبل وهرول فى الشوارع
وعند البحر
خلع ثيابه وانفجر ضاحكا
ثم
هووووووووووووووووووووووووووووب
عمل جامب
ولم يقب حتى اليوم

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/

جملة بفيلم صاحب الجلالة -السيد بدير وفطين عبد الوهاب *

Mar 12, 2010

وأما الرابعة


العطار الهندي جاء للمدينة فقيرا دُقة
لا يلبس إلا الخيش ولا يملك إلا صرة الهلاهيل وكيس العطارة
جاءته - سرا - زوجة كبير الحرس تطلب الإنجاب
ففعل
وأمرته زوجة القاضي بوقف شيخوختها وعودة الصبا والدلال
ففعل
فذاعت شهرته واتسعت تجارته
وتحولت ثياب الخيش إلى الحرير
الناااااااااااااااااااااااااااااعم
وصرة الثياب
لخزاااااااااااااااااائن ذهب
إلى أن أشار عليه واحد من رفقاء السوء بفعل الخير
فلبى طلب أم لأسير فى سجون عظمة السلطان
أرادت الأم العجوز ما يعينها على الصبر
ففعل
ومن يومها لم يسمع أحد عن العطار
فقيل أنه نادته جنية خاوته منذ زمن بعيد
وقيل هاجر إلى بلاد واق الواق ليبيع ويتاجر
وقيل أنه قُتل بليل بهيم أسود من قرن الخروب
وآخر ما فعل لعن طالعه الأغبر
الذى قاده للنزول بهذه المدينة

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/


Mar 4, 2010

الحكاية الثالثة


وفى ليلة حالكة السواد
صرخت زوجة النجار:
أقسمت عليك بعظمة السلطان يا سيدي الوزير
ارحم ضعفى ولا تراودني عن نفسي.
لكن الذئب البشري افترسها هم هم هم
وحين علم عظمة السلطان
هاج وماج وحطم كل ما طالته يداه
وصدر المرسوم السلطاني
فعُلق الوزير من قدميه عاريا كما ولدته الماما
فمات بلبوصا غير مأسوف عليه
وضم عظمة السلطان زوجة النجار لمحظياته
وكلما تذكر الحكاية ضحك قائلا:
هذا ثواب من أقسم بنا
وعقاب من لم يردعه ذكرنا.

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/