Jun 19, 2010

الحكاية ال16


بو
الجمال نائم مش عاطي خوانة
بولو
حركة الجمل نبهت الجمال فاعتدل
بولوو
هب الجمال فزعا ليرى ماذا جرى
فرأى جمله المسكين يشتر ويضرب بولة
بولوووووووووووو
وانطلق الجمل يعدو
يا خرابي يا خرابي
إلا الجمل خذوا عمرى واتركوا الجمل
هكذا حدث الجمال عفاريت الجن
تذكر كل الأذكار والآيات التي يحفظها
ولا فائدة
الجمل اخد ف وشه وازح
شق المدينة كالسهم
حتى استقر بجوار دار القضاء
هناك اجتمعت علي الجمل
عفاريت الجن وأولاد الأبالسة من الأنس
يصفقون ويدقون على الأوعية الصاج
فيرقص الجمل
رفع قدمين ووقف على قدمين
وهز يا وز ولا زيك يقدر يهز
فصرخ الجمال مستغيثا
ضاع الجمل يا ناس
ضاع الجمل يا مولانا القاضي
ضاع الجمل والجمال
ولكن من يسمع ومن يجيب
والناس بما فيهم القاضي يستمتعون
برقص الجمل الذي أبدع
أكثر مما تبدع غانية الحانة
دخل الليل وانفض الناس
وفى الصباح أمر عظمة السلطان
بأن ينقل الجمل للقصر
كى يراه زواره من رسل الفرنجة
كأعجوبة من أعاجيب المدينة
وحين حضر الحرس لنقل الجمل الراقص
وجدوا الجمال بجوار جثة الجمل
والجمال يرسم بعصاه الدوائر على تراب الشارع
ولما سألوه نظر للجمل وقال
تعب من الرقص وبرك

أشرف نصر

http://ashrafnasr.blogspot.com/

Jun 11, 2010

الحكاية ال15



وجاء من أقصى المدينة صياد يولول
الغوث الغوث يا عظمة السلطان
بك نلوذ بك نستجير
لا راد لقضاء وقدر غير عظمتك
ولا ملجا لنا إلا رحمتك
ولأن الصياد أحسن فى استجارته
أخذه الحراس لدار الضيافة
فأكل وشرب وتحمم ونام
وألبسوه خير الثياب وعطروه
ثم وقف فى حضرة عظمة السلطان
ما يبكيك يا صياد
أنساني كرم مولاي
مما تستجير يا صياد
وهل بعد دار الضيافة من ذكريات
انطق يا صياد
لما تغير وجه عظمة السلطان
واحمرت عيون قائد الحرس
سرعان ما تذكر الصياد
نزلت ككل صباح للصيد يا مولاي
فوجدت البحر يفيض عن آخره
بمراكب الفرنجة
مراكب شيطانية يا عظمة السلطان
لا تصيد بل تنفث النار من جوانبها
تقتل السمك كل السمك
تسمم الشبار
وتفتت البوري
دنت مراكب صيادينا منها
فاحترقت يا ولداه
فجئت ألوذ بمن لا يرد محتاج
أخرجوه
فعاد الصياد لكوخه
يحلم كل مساء
بما كان وبما سيكون
أما ما جرى فى القصر
فقد سأل عظمة السلطان عرافته
فنطقت: رايتك شامخة
ومجدك فى الأعالي
تقدس اسمك فى الأرض والسماء
فهل يستعصي البحر على عظمتك
فاستبشر عظمة السلطان
لبس عباءته وعدل الخدم عمامته
واستوى على بغلته
ونزل فى موكب لم تشهد المدينة فى مثل مهابته
وأحسن الفرنجة لقاءه
كما يليق بعظمته
ثم عاد لقصره آخر النهار
روحى يا أيام وتعالي يا أيام
والصياد ينتظر موعد الخروج بمركبه
ولكن الأمر لم يصدر بعد
حتى تشقق المركب وعاث السوس فى خشبه
وجاء الخبر اليقين
حلال على الفرنجة البحر
على أن ترفرف صورة عظمة السلطان
على كل شراع مركب يدنو من المدينة
وهنيئا للمدينة المجد والمهابة بين البلاد
ودارت الأيام ومرت الأيام
يا عم يا صياد فين السمك
يا جدع يا صياد وحشنا الشبار
يا زفت يا صياد فين البوري
والصياد المسطول لا يجيب
وإنما ينظر لمركبه الخرب
ويضحك كمن أصابه المس من الشيطان

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/


Jun 4, 2010

ال14


ابتليت المدينة بقيظ حارق يوم ولد
وبدلا من زغاريد النساء
رقعت أمه بالصوت الحيانى
رحال اتيتم يا جد*
فمع ميلاده المشئوم كان موت أبيه
حين ضُبط محاولا سرقة ما يساعده
على تدابير الحياة مع مجئ النونو
وفى صباه أصاب شؤمه الأم
فصلبت فى حديقة القصر
التى كانت تعمل فيها
لما انحصر رحال فقضى حاجته
على زهور النرجس التى يعشقها عظمة السلطان
بعدها قرر أن يكون رحال اسمه وصفته
فلم يعد يطيق البقاء بمكان
ولا يجيد مجالسة الناس ولا حديثهم
هج للجبل
عاش مع الذئاب
وصادق الثعالب
وتمتع بمؤانسه الأفاعي
وكلما غالبه الشوق للعمار
قطع الطريق على القوافل
شاهرا سيفه رافضا المال والطعام
وطلب فقط صحبتهم لبلاد بعيدة بعيدة
عن المدينة وأهلها
لكن شؤم رحال أصاب رحال
فحن للمدينة
ووجده الناس نائما فى السوق
اجتنبوه لأسابيع
ثم رويدا رويدا بدأوا فى جر الكلام معه
تمنع كثيرا ثم انفجر بالحكايات
ويوما بعد يوم صاروا يستمتعون بحديثه
عن بلاد ومدن غير تلك المدينة
ورويدا رويدا صار مجلسه فى السوق
يتسع ويتسع
سئل مرة عما يحس به
حين يهجر بلدا
فقال: كل جدار سندت عليه يوم
أكل حته من كتفي لما هجرته
وسئل عما دفعه للعودة
فقال: حسن طالعكم وشؤم طالعي
وكلما كثرت أسئلتهم
يفيض عليهم رحال من علمه
حتى فُتن الناس به
وطااااااااااااااااااااال لسانه
حتى وقع فى المحظور
ووصل صيته لعظمة السلطان
فكان ما كان
ورحال بسبب حكاياته
حول حكام بلاد بعيدة وطباعهم
اكتسب لقب المرحوم
لا أحد يعرف من أول من سأله عن ذلك
لكن الجميع يذكر آخر ما قال :
ما كنا ساكتين

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/


* جملة بفيلم عرق البلح - رضوان الكاشف