الكتاب: سينما الخوف والقلق
المؤلف: أمير العمري
الناشر: سلسة آفاق السينما
الكتاب
يتناول مجموعة من الأفلام السياسية وفضل المؤلف عنونة الكتاب بسينما الخوف
والقلق كي يوسع دائرة العرض لأفلام لتناول قضايا إنسانية معاصرة وإن ظلت
إشكالية العنوان أنه فضفاض لا يمكن ضبطه ،بمعنى أن الأفلام المعاصرة نظرا
لطبيعة العصر معظمها يندرج تحت نفس العنوان!
ويبدو أنه الأفضل كان اختصار عدد الأفلام ،الكتاب يتناول أكثر من 42 فيلم.
اختار
الناقد ترتيبا مميزا فى العرض حيث العرض الجغرافي قدر الإمكان بحيث عرض 6
من الأفلام الإيرانية ثم 6 من الأفلام الإسرائيلية ثم انتقل فى جولة واسعة
بين أفلام أوربية وأمريكية وأفريقية عرضت فى مهرجانات دولية.
ويظهر
حماس الناقد للتجارب الإيرانية وغوصه فى تحليل عناصر السيناريو ويستفيض فى
شرح تكوينات المخرجين لأفلامهم وزوايا الكاميرا الخ من تجريب ومعالجة للهوس
الديني عند علي محمد قاسمي فى"كتابة علىالأرض"لقضايا تمرد النساء فى
"شيرين" و"تسلل" لجعفر بناهي وعباس كياروستامي للتصوف فى فيلم"نصف
القمر"لبهمن قويادي للسينما الشعبية فى "الطفل الشاعر"
وهو حماس
يقابله نفور واضح من السينما الإسرائيلية فهو يهاجم أفكارها ويسفه أي بادرة
حماس ظهرت فى العالم العربي خاصة لفيلمي "زيارة الفرقة "لعيران كويليرين
و"الرقص مع بشير" لأري فولمان حيث يرى الأول قصة سطحية تدس السم فى العسل
وتدعو للتطبيع بين مصر وإسرائيل ويهاجم الكاتب إغفال السياسة والتاريخ عن
عمد لتجهيل الصراع بين الشعبين والثاني كمحاولة واضحة لتزييف التاريخ وهدفه
بالأساس معالجة الجنود الإسرائيليين من المشاكل النفسية بعد مجزرة صبرا
وشاتيلا!
ويعرض 4 أفلام أخرى هي "انتقم لعين واحدة"
و"الضيوف"وجاسوس الشمبانيا"و"الرقص مع بشير" و"لبنان" ويقدم كيف ينتمي
هؤلاء جميعا للفكر الصهيوني وتزييف التاريخ والتدليس السياسي والفني
لتقديم إسرائيل فى أفضل صورة
ويبدو لافتا الحماس بعدها مباشرة لفيلم"مملكة الجنة "لريدلي سكوت حيث رآها رؤية متوازنة وفنية رائعة للحروب الصليبية
وفى
عرض الأفلام الأوربية يقدم مجموعة كبيرة من الأفلام منها ما يعني بأزمة
الفرنسيين تجاه الجزائر مثل فيلم "مخفي"وأزمات فى العالم كله مثل السلاح
وأثره على الإنسان فيلم"ويندي العزيزة" وقصة تحرير ايرلندا "الريح التي تهز
الشعير" وقضية بن بركة المعارض المغربي الذي أغتيل فى فرنسا
وغيرها من القضايا والأفلام التي لا تتيح المساحة عرضها كلها
لكن
سمات هذه الجولة الواسعة هي البحث عن التجارب المخلصة لهموم الإنسان
المعاصر ومشاكل حياته من الإرهاب والرأسمالية المتوحشةوالعنف وعلاقة المبدع
بالرقابة مع عرض آخر لتجارب خيبت التوقعات مثل:شفرة دافنشي وأوغاد
مجهولون،ثم الختام بفيلم ساحة العقاب لبيتر واتكنر وهو فيلم قديم يراه
صالحا للمناقشة لتماسه مع مشاكل الإنسان المعاصر .
ينوه الناقد بأن الإنترنت منح المشاهد العربي فرصة رؤية الأفلام
وجعل الناقد البحث عنها لزاما بعد عرضه الشيق وأسلوبه السلس .
نُشر بمجلة :أبيض وأسود عدد مايو 2013