Jan 8, 2008

العائد ليلا يغنى

يعود وحيدا ..يلملم قميصه عليه وبرودة الشتاء تزيد من رجفته ..البيوت مغلقة والشوارع ساكنة خالية من المارة ..يتنقل ببصره بين لافتات المحال المغلقة ..ويأنس بعواء الكلاب الرابضة على أبواب الحارات..فى عودته كل مساء اعتاد وجود الفتاة فى شرفتها تذاكر دروسها واعتاد ان ترمقه بنظره وحيدة ثم تعود لكتابها ..لكنها هذه الليلة لم تكن بالشرفة فلم يعرف هل أنهت امتحاناتها أم ملت أم أنه البرد ..مر بالعجوز المكوم على الرصيف ملفوفا في بطانية تشبه الخيش فوجده يشد الغطاء على رأسه مغطيا ثقب الغطاء بسبابته ..هى رحلة يومية اعتادتها أقدامه حتى حفظت حفر الطريق المترب ..
نفخ فى كفه محاولا بث الدفء لأصابعه ..فكر فى الغناء ..تردد لأن صوته ليس جميلا تماما كملامحه ..لكن إضاءة الشوارع الخافتة وعدم وجود من يحكم على صوته شجعه ..
بدأ يدندن بأغنية قديمة ..مست البهجة قلبه فاندمج فى الغناء ..مع الكوبلية الثاني سمع سباب لرجل من خلف أحد الشبابيك .. صمت لحظة وحينما لم يطل الرجل
رفع صوته عاليا ..دًهش لحظة لتلك الشجاعة الليلية لكنه مع ايقاع كلمات الأغنية رفع صوته اكثر وأكثر
حين أحس بالنشوة تملأ قلبه نسى عمره الذى تجاوز الثلاثين ونسي وقاره المفترض فى عمله
وجرى في قلب الشارع يضرب علب الصفيح الفارغة ويغنى
أشرف نصر

No comments: