فى عملنا هناك معيار صارم للتفرقة بين الهاوي والمحترف المحترف: يعمل أكثر فى الأزمات المادية الهاوي: عند الضائقة المالية يصاب تفكيره بشلل مؤقت أعترف أنني من الصنف الأخير .. حتى الآن !
ساعة الموبايل تتغير تبعا لأوامر الحكومة بما يسمي التوقيت الشتوي والصيفي بسبب عادتي – القبيحة – بالحرص على الوصول في الموعد في مقابلاتي
وكما تعبث الحكومة في التوقيت – مثل عبث تغييره في رمضان فقط - يعبث من أقابلهم في مواعيدهم خاصة وقد صار العرف تقدير ساعة تأخير بسبب المرور أو الكسل أو أي مبرر آخر
3
ساعة الريسيفر مسلية دائما فهي متأخرة عن الوقت الفعلي بساعتين ولا أراها إلا حين أفتح الريسيفر قبل النوم وحين أغلقه عند الاستيقاظ فمن عاداتي النوم على صوت التليفزيون ودائما تمنحني تلك الساعة الإحساس بضرورة النوم وطرد الأرق ..
ثم طرد الكسل عند الاستيقاظ لأني متأخر ساعتين
4
ساعة التليفون الأرضي أرق الساعات فهي مضبوطة على التوقيت الشتوي تذكرني طوال شهور الصيف السخيفة أن الشتاء سيأتي يوما ما
5
ساعة الكومبيوتر مزاجية لا تكتفي بتغيير الوقت وحدها بل تغير التاريخ واليوم
تبعا لمزاجها وتؤشر لي "آيه إم أو بي إم " فتربكني فلا أعرف هل أنا في الصباح أم في المساء السبت أم الأحد 3 أم 4 في الشهر
6
أتباهي بدقة الساعة البيولوجية الذكية التي تنقذني وقت اللزوم فتدق بإلحاح وصرامة
لم تمارس ألاعيبها معي إلا في أيام الامتحانات – أي في العصر الحجري – حيث تكرر معي نفس الموقف أيام الجمعة بين الامتحانات
استيقظ ثم ارتدي ملابسي بسرعة لتأخري عن الامتحان حتى يتم تذكيري – على السلالم غالبا - أننا في أجازة
7
تلك الساعات تخدعني
حين أرى صديقا لم أره منذ – العصور الوسطي – نفرح ونضحك ثم نتحدث لدقائق ثم أكتشف الجراح التي تركها الزمن في أرواحنا فغيرتنا
تلك الساعات تخدعني
رغم اختلاف توقيتها لكنها تدق معا في نفس اللحظة – في العصور الحديثة-
بعد أذان الفجر حين ينام الآباء فى الحارة الضيقة الضيقة تجلس البنت فى شرفتها وفى الشرفة المقابلة صديقتها تتهامسان تضحكان تتقاسمان الأسرار قبل شروق الشمس قبل أن يستيقظ الرجال
كتبت : هالة دحروج لم يتعمد كاتب الرواية " أشرف نصر" أن يضع اسما غامضا لعمله ـ كما يفعل
الكثيرون- لشد انتباه القارئ، ولكنه ـ علي العكس ـ عنون روايته باسم تفهم منه منذ
الوهلة الأولي طبيعة الموضوع الذي سيتحرك فيه الكاتب بل تبدأ في تصور سلوك شخصياتهقبل أن تقرأ كلمة واحدة من داخل الرواية.
فعندما تظهر في العنوان بجانب كلمةحرية كلمتا " دوت كوم" تفهم أنه يدخلنا عالم النت والمنتديات الخاصة بالشاتوالدردشة عبر أجهزة الكمبيوتر التي يمتلكها أشخاص من بلدان مختلفة يعرضون معاناتهمومشاعرهم واهتماماتهم عبر التفاعل مع آخرين لا يعرفون عنهم شيئا.
وعلي الرغممن أن هذا التوقع لم يخب ولكنه في الوقت ذاته لم يمنعنا من الدهشة والمفاجأة، وهذايرجع بالفعل إلي قدرة الكاتب علي تناول المجتمع وأزماته وما يعانيه البشر دون أنيقول كلمة مباشرة أو خطابية واحدة، جعلنا نشاهد أنفسنا عبر روايته ويحول حالةاللامبالاة التي تعترينا ـ أو تعتري أبطاله- إلي حالة من الوجع المضاعف.
تبدأالرواية بشخصية نتصور في البداية أنها الشخصية الرئيسية ولكنها لم تكن ذلك، فأشرفهذا الشاب الذي يستيقظ علي خلافات بين والديه حول الفلوس والمصاريف يبدو في حالةلامبالاة لما يدور حوله وبدأ في التذكر عندما جلس أمام الكمبيوتر وبدأ الدخول فيعالمه.
الرواية بالأساس "رواية شخصيات" حيث إن عوالمها المختلفة لم تشكلأوجاعا مختلفة أو دوافع مختلفة لتعاطي التواصل عبر النت …. شخصيات تشعر بالوحدةوالغربة حتي في ظل عوالمهم المزدحمة، يعانون من ازدواجية فهم يتطلعون في خيالهملحياة مختلفة عما يعيشونها في واقعهم المجدب وبالتالي كانت المنتديات هي الأنفاقالسرية التي يجدون فيها فرارا من واقع لا يحتملون التواجد فيه طيلة يومهم. فالروايةلا يحتكرها بطل واحد بل تجمع بين العديد من الشخصيات والأبطال مختلفي الجنسياتوالميول والانتماءات، حياتهم كما يعرضونها مختلفة طوال الوقت عما هي عليه في الواقعوكأنهم هنا يمارسون كبت أنفسهم طواعية وليسوا مجبرين علي هذا كما هو الحال فيالواقع. تظهر الازدواجية منذ الطقوس الأولي للتعامل في المنتديات علي مستوي أسماءالشخصيات، فهذه ليلي التي تقدم نفسها للمنتدي باسم " مروة" و مجيد "مهاجر" وسهيل " red s" وخليل " السوهاجي" وغيرهم من الشخصيات الذين جمعهم منتدي "حرية دوت كوم"
تبرز هنا قدرة الكاتب علي التنقل بين واقع الشخصيات الحقيقي وواقعهم عبرالمنتدي، فهو يفعل ذلك برشاقة متناهية، فأنت تري العالم كله بكل صراعاته وأزماتهوحروبه من حرب العراق والطائفية والقضية الفلسطينية حتي الغلاء والبطالة والأزماتالاقتصادية والاجتماعية، كل هذا مغلف بالبحث عن المتعة الجنسية المجانية والسرية فيآن واحد، فمعظم الشخصيات دخلت هذا المنتدي بفعل اسمه الذي قد يوحي أنه يتناول مشاهدوأفلاما جنسية ممنوعة وبالتالي الرغبة في الحصول علي الممنوع وتحويله لمتاح كاندافعا للشخصيات علي اختلاف مجتمعاتها من
للبناني لمصري لخليجي.
كلالشخصيات وهي تحاول الخروج من حياة الكبت والإحباط عبر التواصل في هذا المنتديتصورت أنها ستعبر عن نفسها بحرية ولكنها جبلت علي الكبت والاضطهاد وتربت علي كبتمشاعرها وتصدير صورة مثالية ميتة لأنفسها …. فها هي رغد امرأة مطلقة ولها ابن شابتدخل عالم المنتدي من باب الخوف علي ابنها من هذا العالم الغامض ومحاولة فهم مايدور في أذهان هؤلاء الشباب فإذا بها تقع وتتحول إلي مشاركة نشطة، ولكنها تخاف أنتعلن عن نفسها وتبدأ في المشاركة بأفكار مختلفة تبعد بها الشباب عن الأفلام الجنسيةالتي يرغبون فيها علي المنتدي، ولكنها تتسلل في غياب ابنها لتفتح هذه الأفلام لتنفسعن نفسها ورغباتها التي دفنتها تحت رداء من إيثار الابن والاكتفاء بتربيته ورفضالارتباط بآخر من أجله…. كذلك "سهيل اللبناني" الذي يحب "مريم الفلسطينية" التيتتبني مبادئ تحرير الأرض تماما وضد التسويات والتعايش بين الفلسطينيينوالإسرائيليين، ولكن لأنه يحبها يحاول أن يعبر عن وجهة نظرها التي لا تروق له ويريأنها مثالية ومضحكة، ويجد نفسه يفعل الشيء نفسه علي المنتدي الذي اختاره طواعيةليعبر عن أفكاره التي لا يستطيع البوح بها في الواقع.
كل هذه الشخصيات تتصورأنها بدخولها المنتدي ستجد نفسها ولأنها تعودت علي أن تعيش مالا تريده، عندما أتيحلها ـ بالوهم ـ أن تكون نفسها لم تعرف كيف هي الصورة التي تكون عليها ذواتهاالحقيقية، فكيف التعرف علي ملامحنا الحقيقية التي لم نرها من قبل؟! هذا هو سؤالالرواية الحقيقي الذي يجعل من قراءتها تجربة ممتعة.
·هالة دحروج – جريدة البديل 30 /5 /2008
·توقفت جريدة البديل عن الصدور ثم توقف موقعها على الإنترنت.
·كنت قد أعدت نشره هنا ثم حذفته بسبب مشكلة تقنية فعذرا.
قبل بداية حفل الشيخ ياسين التهامي أمس (الذى أبدع فيه رغم ضيق الوقت بسبب شهر رمضان..يحتاج الشيخ ياسين لفرصة أخرى للكلام عنه وعن تجلياته وهو ينشد أشعار المتصوفة الكبار) تنقل عدد من مراسلي القنوات التليفزيونية بين الحضور ، واللطيف أنه لم يحدث تزاحم ولا ضايق الناس من يتم التصوير معه ..ربما بسبب أن المراسلين كانوا ودودين وربما العكس وبخفة دم نادى أحد الصعايدة على مجموعة قناة المحور بصوت جهورى :انتوا تبع معتز؟ فاجأبت واحدة منهم :ايوه فقال الصعيدي : يبقي هاصور معاكم أما مجموعة أو فريق القناة التركية trt أشك أنهم سينسون من سجل معهم بالأمس ..كان الرجل الذى اقترب من الخمسين منذ سمع المراسل يقول القناة التركية وهو يحاول حتى نجح في جذب انتباه المراسل ليسجل معه أمام الكاميرا لم يجب الرجل عن سؤال المراسل حول الحفل والشيخ ياسين وإنما امتدح تركيا والدولة العثمانية انتهي الحوار القصير لكن الرجل لم يترك المراسل وزميليه وبدأ يتعامل معهم على أنهم أتراك (كانوا مصريين وعلى رأى محمد هينيدي :أجنبية مين يا عم ، دي من شبرا وأخوها اسمه حسن) اكتفوا بالابتسام خاصة وأن الرجل تصور أيضا أنهم المسئولين عن القناة وطلب منهم زيادة عرض البرامج عن تركيا القديمة والعثمانيين ثم قال ما جعلهم والجالسين بجوارهم - وأنا منهم - يحاول السيطرة على الضحك والرجل يقول بجدية : سلمولي على رجب أردوغان .. قولوله أنا نزلت له صور فرح بنته على النت بصراحة لم اقدر على احراج الرجل ولا على كتم الضحك خاصة مع جديته وغيرت مكاني مبتعدا ابسط يا عم أردوغان دراويشك فى كل مكان والرجل عمل معاك احلى واجب ماتنساش تردها لما تبقى الخليفة أشرف نصر http://ashrafnasr.blogspot.com/