Sep 6, 2010

ساعات



1

اقترح صديقنا ألا نضع ساعات اليد وأن نترك الوقت يمر كما يشاء

كان الاتفاق أيام الثانوية – أي في العصر الجليدي – فودعنا ساعات اليد

..حدثت التغيرات الكونية واضطر صديقي ثم تبعه باقي الأصدقاء

بعدها لشراء ساعات جديدة

وأنا حاصرتني الساعات رغم حرصي على مقاطعة ساعات اليد

ساعة "الموبايل" وساعة " الكومبيوتر" وساعة التليفون "الأرضي" وساعة "الريسيفر"غير ساعتي "البيولوجية "

كلها ساعات لئيمة تمارس لؤمها بنجاح

2

ساعة الموبايل تتغير تبعا لأوامر الحكومة بما يسمي التوقيت الشتوي والصيفي بسبب عادتي – القبيحة – بالحرص على الوصول في الموعد في مقابلاتي

وكما تعبث الحكومة في التوقيت – مثل عبث تغييره في رمضان فقط - يعبث من أقابلهم في مواعيدهم خاصة وقد صار العرف تقدير ساعة تأخير بسبب المرور أو الكسل أو أي مبرر آخر

3

ساعة الريسيفر مسلية دائما فهي متأخرة عن الوقت الفعلي بساعتين ولا أراها إلا حين أفتح الريسيفر قبل النوم وحين أغلقه عند الاستيقاظ فمن عاداتي النوم على صوت التليفزيون ودائما تمنحني تلك الساعة الإحساس بضرورة النوم وطرد الأرق ..

ثم طرد الكسل عند الاستيقاظ لأني متأخر ساعتين

4

ساعة التليفون الأرضي أرق الساعات فهي مضبوطة على التوقيت الشتوي تذكرني طوال شهور الصيف السخيفة أن الشتاء سيأتي يوما ما

5

ساعة الكومبيوتر مزاجية لا تكتفي بتغيير الوقت وحدها بل تغير التاريخ واليوم

تبعا لمزاجها وتؤشر لي "آيه إم أو بي إم " فتربكني فلا أعرف هل أنا في الصباح أم في المساء السبت أم الأحد 3 أم 4 في الشهر

6

أتباهي بدقة الساعة البيولوجية الذكية التي تنقذني وقت اللزوم فتدق بإلحاح وصرامة

لم تمارس ألاعيبها معي إلا في أيام الامتحانات – أي في العصر الحجري – حيث تكرر معي نفس الموقف أيام الجمعة بين الامتحانات

استيقظ ثم ارتدي ملابسي بسرعة لتأخري عن الامتحان حتى يتم تذكيري – على السلالم غالبا - أننا في أجازة


7

تلك الساعات تخدعني

حين أرى صديقا لم أره منذ – العصور الوسطي – نفرح ونضحك ثم نتحدث لدقائق ثم أكتشف الجراح التي تركها الزمن في أرواحنا فغيرتنا

تلك الساعات تخدعني

رغم اختلاف توقيتها لكنها تدق معا في نفس اللحظة – في العصور الحديثة-

كل عيد ميلاد يمر فأعرف أنه موعد الحساب مع نفسي

تلك الساعات تخدعني

فتبدو ساكنة لا تتحرك

حتى تجعلني أسال بسخرية

ما الفارق بين "آيه إم أو بي أم "

بين نهار سخيف وليل ثقيل

ثم تجرى في لحظات الفرح

حتى أظنها تتبخر لا تتحرك

تلك الساعات لئيمة

تلك الساعات تخدعني

تلك الساعات تحاصرني

تك توك تك توك تك توك تك


أشرف نصر

http://ashrafnasr.blogspot.com/




No comments: