عن شياطين
الذاكرة لأشرف
نصر
____________________
عماد هلال
*
القصة
القصيرة عالم واسع ، فلا تنخدع بالمسمى ، عالم كبير أكبر مما نظن .
"
كنت أول من اتخذ من الكتابة حرفة في حارتنا على رغم ما جره ذلك على من تحقير وسخرية
" أولاد حارتنا
وأول
ما يبهرك في هذه المجموعة القصصية "شياطين الذاكرة "للقاص أشرف نصر الاهداء
الى " الكتابة "
فتعرف
وتفهم انك أمام نظافة النفس والإخلاص لهذا العالم ، عالم الكتابة ومسؤلياته والحقائق
المكبوته وراء التراجيدية الشاملة للإنسان ،وما أحوجنا الأن الى هذا النوع من الكتابة
وحكايتها نظيفة الروح والمخلصة التي تعرى الظلم الواقع على البشر وتطلق عشرات الأسئلة
الجذرية لتبحث عن العلة والدواء ، لتواجه مثل هذه الكتابات تخلف الواقع وقبحه .
ويظهر
هذا بوضوح في المجموعة القصصية ،، شياطين الذكرة للقاص أشرف نصر الذى يغوص بنا في عالم
واقعى من المهمشين ، والصنايعية ، والمجاذيب ، والبائسين ، والصيع عالم محذوب وملموس
بشوارعه وحوارية ، وأطفاله المهمشين الفقراء والمنذرين للشوارع والحواري وأصحاب الفعل
الحقيقين
الشياطين
، أو الشياطين القادمين من الذاكرة ، ذاكرة العمر والوطن والهموم والمعاناة ، مجتمعين
وحاضرين وكأنهم الحبل السرى لهذه المجموعة "شياطين الذاكرة " التي تضم اثنى
عشر قصة ، الخياط / المجبراتى/ الأشول /العربجى / المزين / السمكرى /العصفورة / المجنون
/ الجساس / الطويلة / المنجد / الحصرى وجميعهم مضفورين في عقد لا تخطئه عينك ولا تلتبس
رائحته في أنفك فترى البيوت والاسطح والدكاكين والارصفة وعربات الكارو وابور الجاز
وتشم رائحة الشوارع والحواري من طين وروث بهائم وعطن الدكاكين وعرق البائعين واتساخ
ملابس الأولاد الشياطين أو كما عرفهم القاص " نحن الذين نذرتنا أمهاتنا للشارع
" في قصته رقم ٢ "المجبراتى " من هذه المجموعة القصصية
يغوص
بنا أشرف نصر ومن خلال " شياطين الذا كرة " في نفوس البشر المنسيين والعدميين
والمتجبرين والغير قادرين على التفاعل فينسحبون طوعاً أو كراهيتاً الى كهوفهم وقبورهم
علهم يجدون حياة أفضل أو ينساهم الاخرين ، انها نماذج من البشر تبدوا للقراء مختلفة
من حيث المضمون ، لكنها في النهاية تعكس حالة للمجتمع يبحث كل منهم عن مأوى لأسئلته
وملاذ لحياته وكلما اقتربنا من النهايات نجد صفر جديد ، فنقيم شخيصة جديده علها تجد
مأوى لها ، وكلما تنهى قصة وياللعجب تقرر انها أفضل ما فى المجموعة ، وحينما تطالع
أخرى تكرر نفس العبارة بكل ثقة وتظل هكذا حائرا بلا إجابة ، وتعيد قرأة المجموعة مره
أخرى ، فتحصل على حيرة أكبر ، تأكد وجود وحضور الفن الابداعى على مستويات البناء والصيغة
والتشَكُل، وعلاقات الرمز والمجاز ،دون تخلى عن أهدافه الحيوية التي ينطوى عليها من
قيم الجمال والحق والخير .
عماد
هلال
الخميس 13 ابريل ٢٠١٧
No comments:
Post a Comment