إهداء : إلي صحبة كاتراكت
.....مساء الخير أنا-
تحيات متبادلة وابتسامات مجاملة وحذر يطغي علي الغرفة الضيقة ..تعارف وكلمة تزيد من حذرك :
- أنا مش أستاذة -.
بعدها جلسة يحضرها الكبار وتفتح حوارات جانبية ويكون أولها مع الولد
ساكن الإسكندرية " خفيف الظل ..تلح عليه أكثر من مرة ألا يكبر ..حتى يصبح تكرارها سخفا لكن ما تصر علي كتمانه قبل أن يفلت به اللسان :
- احذر من أن تصبح مثلي .
تسمع أشعاره وتحاوره حول فاكهة الدنيا " النساء " وتركز في اندماجه الذي يضفي علي ضحكته الصافية لمعة في العينين تفتقدها في مرآتك .
يوم أول :
تحاول تمالك نفسك وتطلب ألا يخذلك صوتك الخفيض حينما تقف لعرض مشروعك ..تفكر كل لحظة انه لا معني للعرض فأنت تكتب أفضل مما تتحدث ..هل يقبلون أن يقرأ احدهم ما كتبت بدلا من خروجك ..
وإذا لم يكن هناك بد من الكلام هل يقبلون أن تقرأ لهم قصيدة مما تحفظ ..
فشطر من أبيات سلطان العاشقين خير من الدنيا وما ومن فيها ..
لكنهم يزيدون اضطراب المعدة وهم يطلبون التعارف ..وأسوأ اختراع عرفه البشر عندك هو أن تقف ملخصا نفسك ..تمنيت ساعتها لو نفذت فكرة أن تعرف نفسك بالنفي بأنك لست ولست ولست ..وان اليقين الوحيد انك تحتاج لسيجارة ..
لكنهم تحدثوا فأفاضوا مما ضيق من الوقت ومنحك الفرصة لتقول كلمات قليلة نصفها غمغمة لم تصل لمعظمهم ..وانتويت أن تقرأ بعضا مما قدمت لأن الارتجال يحتاج قلوب القتلة "تذكرت أن السياسيين هم أوضح مثال
أيها الطفل الثلاثيني كيف تنسي كل قواعدك وتحفظك وبرودك الشهير لتنفعل سعيدا حينما ابدي الكبار بتشجيعهم والشباب بحماسهم والفتيات برقتهم إعجابهم بفكرتك ..كدت تقفز مهللا كالطفل العائد بعد اجتياز أول امتحان مدرسي ..كنت تتمني بعد أن عرضت فكرتك أن تصافحهم وتخبرهم باسمك لكي يبدأ التعارف ..
رويدا رويدا تفتت القناع الذي ترتديه وأصبحت مستعدا للتورط في حب أناس جدد
( لتفاصيل أكثر عن قواعد الحذر التي وضعتها يمكن الرجوع لتدوينة " شخبطة "
www.ashrafnasr.blogspot.com )
وبدأها " ساكن صنعاء " المتدفق بالحماس قاطعا عليك خطوط الرجعة مقيما مناقشات لم تنتهي حول الشعر والقصة وعسكر القاهرة وقات اليمن وغيرها من موضوعات.
فلما كان اليوم الثاني :
اتصل الود وصار منطقيا أن تبدأ حوارا مع " الفراشة ساكنة الناصرة " لتكمله معك
" ساكنة بيروت " المسكونة بالحماس ..وتشعله " ساكنة تونس " المشاغبة ..
ليخرج لك " ساكن طنجة " العاقل خلاصة ما ..
ولو انصفوا لعرفوا انك تخليت عن تحفظك وانفعلت وتفاعلت ولو بكلمة واحدة أو ابتسامة صادقة عادت لشفتيك وفكت الخيوط الثلاثة المرتسمة دائما علي جبهتك ..
ساعدوك بحماسهم لفكرتك بعض الشيء لكن مساعدتهم الأكبر كانت في طزاجة وتباين أفكارهم والأهم في صخب جدالهم ..كان " ساكن البيرة " المشاغب يصطدم
"بساكن صنعاء " و"ساكن زاكورة " الثائر يصطدم بالمشاغبة "ساكنة تونس "
والمتحمسة "ساكنة بيروت " وآخذين في طريقهم الباقين نحو أجمل جدال رأيته رغم مشاركاتك في مؤتمرات وندوات كثيرة تبدأ برفع شعار الحوار وتنتهي دائما بالشجار والعداء .. أما هذه المرة فلم تلحظ غضبا أو رغبة في انتقام ما في جلسة تالية أو تربيطات ما ..
ربما لم يخل الأمر من ضيق خاصة بسبب سخرية ثلاثي "الشرنقة " من غيرهم ..
لكنك تعرف جيدا أن الورشة للبشر ..
وان الملائكة ذهبوا لورشة أخري ..
وفتح الفنان الكبير قلبه وعقله مساعدا وشارحا والاهم متسائلا ..
بينما ظلت مداخلات الروائي صغيرة مكثفة محملة بالرسائل القصيرة المصيبة لهدفها دوما .
فلما مرت الساعات اكتشفت انك لأول مرة منذ أيام " أستاذك" وأيام " الصحبة " تصبر علي مناقشات طويلة كهذه ..وانك ترغب في انتزاع المعلومات من خبايا ذاكرتك لتشاركهم ما تحب من كتب وأفلام وموسيقي ولو بمجرد الحديث عنها ..
فلما توالت الأيام ..
فوجئت بمرور الوقت وأنت من تحسب الثانية من عمرك ساعة أو أكثر ..ووجدت نفسك لم تكمل الأحاديث التي بدأتها معهم ..ربما لم تخبر من أهدوك كتبهم كم هي رقيقة إهداءاتهم .
ولم تخبر الفنان " ساكن وسط القاهرة " كم سعدت كالأطفال حينما اهدي لك لوحة خطها بخطه الجميل بواحد من أجمل أبيات سلطان العاشقين وأحبها لنفسك ..ربما اخبره الفنان الكبير عن تلك الفرحة الطفولية وأنت تعرض عليه اللوحة أسفل المبني ..ربما سرقك الوقت ..
فلم تخبر " الجنوبية ساكنة القاهرة " التي نظمت كل ذلك أنها نسمة جميلة مرت بكم ..رغم كراهيتك الفطرية لكل ناس الإدارة ..أي إدارة ..
ربما لم تسأل المشاغب " ساكن البيرة " عن إهداءه الجميل هل يقصد نفسه أم يقصدك وكيف نفذ إلي روحك بتلك السرعة ..
ربما لم تكمل حوارا مع " الفراشة ساكنة الناصرة " حول القاهرة الحقيقية ولم تخبرها انك تحب فوضويتها وناسها بكل عيوبها ..
ربما لم يتسع الوقت لتحذر الثائر " ساكن زاكورة " من أن القاهرة تبدو واضحة سهلة لكنها غجرية مليئة بالغموض ..عشوائية مليئة بالفوضى لكنها لا تمنح نفسها إلا لدراويشها والذين غالبا ما هصرتهم في أحضانها ..
فماتوا يلعنونها مقبلين أطراف ثوبها كي تسامحهم ..
ربما لم تسأل المشاغبة " ساكنة تونس " ماذا تعني بإهدائها الذي يحمل سخرية تثير في نفسك الابتسامة والمرارة في نفس الوقت ..
لم يتسع الوقت للكثير والكثير ..
لكن ما حرصت علي اختصاره هو موعد عودة كل منهم للمكان الذي يسكنه ..واختصرت موعد ذهابك قدر الإمكان ..
لأنك لا تكره فقط لحظات الوداع ..
بل يوجعك جدا بعدها
! أن ينساك من أحببتهم
أشرف نصر
28/3/2007
تحيات متبادلة وابتسامات مجاملة وحذر يطغي علي الغرفة الضيقة ..تعارف وكلمة تزيد من حذرك :
- أنا مش أستاذة -.
بعدها جلسة يحضرها الكبار وتفتح حوارات جانبية ويكون أولها مع الولد
ساكن الإسكندرية " خفيف الظل ..تلح عليه أكثر من مرة ألا يكبر ..حتى يصبح تكرارها سخفا لكن ما تصر علي كتمانه قبل أن يفلت به اللسان :
- احذر من أن تصبح مثلي .
تسمع أشعاره وتحاوره حول فاكهة الدنيا " النساء " وتركز في اندماجه الذي يضفي علي ضحكته الصافية لمعة في العينين تفتقدها في مرآتك .
يوم أول :
تحاول تمالك نفسك وتطلب ألا يخذلك صوتك الخفيض حينما تقف لعرض مشروعك ..تفكر كل لحظة انه لا معني للعرض فأنت تكتب أفضل مما تتحدث ..هل يقبلون أن يقرأ احدهم ما كتبت بدلا من خروجك ..
وإذا لم يكن هناك بد من الكلام هل يقبلون أن تقرأ لهم قصيدة مما تحفظ ..
فشطر من أبيات سلطان العاشقين خير من الدنيا وما ومن فيها ..
لكنهم يزيدون اضطراب المعدة وهم يطلبون التعارف ..وأسوأ اختراع عرفه البشر عندك هو أن تقف ملخصا نفسك ..تمنيت ساعتها لو نفذت فكرة أن تعرف نفسك بالنفي بأنك لست ولست ولست ..وان اليقين الوحيد انك تحتاج لسيجارة ..
لكنهم تحدثوا فأفاضوا مما ضيق من الوقت ومنحك الفرصة لتقول كلمات قليلة نصفها غمغمة لم تصل لمعظمهم ..وانتويت أن تقرأ بعضا مما قدمت لأن الارتجال يحتاج قلوب القتلة "تذكرت أن السياسيين هم أوضح مثال
أيها الطفل الثلاثيني كيف تنسي كل قواعدك وتحفظك وبرودك الشهير لتنفعل سعيدا حينما ابدي الكبار بتشجيعهم والشباب بحماسهم والفتيات برقتهم إعجابهم بفكرتك ..كدت تقفز مهللا كالطفل العائد بعد اجتياز أول امتحان مدرسي ..كنت تتمني بعد أن عرضت فكرتك أن تصافحهم وتخبرهم باسمك لكي يبدأ التعارف ..
رويدا رويدا تفتت القناع الذي ترتديه وأصبحت مستعدا للتورط في حب أناس جدد
( لتفاصيل أكثر عن قواعد الحذر التي وضعتها يمكن الرجوع لتدوينة " شخبطة "
www.ashrafnasr.blogspot.com )
وبدأها " ساكن صنعاء " المتدفق بالحماس قاطعا عليك خطوط الرجعة مقيما مناقشات لم تنتهي حول الشعر والقصة وعسكر القاهرة وقات اليمن وغيرها من موضوعات.
فلما كان اليوم الثاني :
اتصل الود وصار منطقيا أن تبدأ حوارا مع " الفراشة ساكنة الناصرة " لتكمله معك
" ساكنة بيروت " المسكونة بالحماس ..وتشعله " ساكنة تونس " المشاغبة ..
ليخرج لك " ساكن طنجة " العاقل خلاصة ما ..
ولو انصفوا لعرفوا انك تخليت عن تحفظك وانفعلت وتفاعلت ولو بكلمة واحدة أو ابتسامة صادقة عادت لشفتيك وفكت الخيوط الثلاثة المرتسمة دائما علي جبهتك ..
ساعدوك بحماسهم لفكرتك بعض الشيء لكن مساعدتهم الأكبر كانت في طزاجة وتباين أفكارهم والأهم في صخب جدالهم ..كان " ساكن البيرة " المشاغب يصطدم
"بساكن صنعاء " و"ساكن زاكورة " الثائر يصطدم بالمشاغبة "ساكنة تونس "
والمتحمسة "ساكنة بيروت " وآخذين في طريقهم الباقين نحو أجمل جدال رأيته رغم مشاركاتك في مؤتمرات وندوات كثيرة تبدأ برفع شعار الحوار وتنتهي دائما بالشجار والعداء .. أما هذه المرة فلم تلحظ غضبا أو رغبة في انتقام ما في جلسة تالية أو تربيطات ما ..
ربما لم يخل الأمر من ضيق خاصة بسبب سخرية ثلاثي "الشرنقة " من غيرهم ..
لكنك تعرف جيدا أن الورشة للبشر ..
وان الملائكة ذهبوا لورشة أخري ..
وفتح الفنان الكبير قلبه وعقله مساعدا وشارحا والاهم متسائلا ..
بينما ظلت مداخلات الروائي صغيرة مكثفة محملة بالرسائل القصيرة المصيبة لهدفها دوما .
فلما مرت الساعات اكتشفت انك لأول مرة منذ أيام " أستاذك" وأيام " الصحبة " تصبر علي مناقشات طويلة كهذه ..وانك ترغب في انتزاع المعلومات من خبايا ذاكرتك لتشاركهم ما تحب من كتب وأفلام وموسيقي ولو بمجرد الحديث عنها ..
فلما توالت الأيام ..
فوجئت بمرور الوقت وأنت من تحسب الثانية من عمرك ساعة أو أكثر ..ووجدت نفسك لم تكمل الأحاديث التي بدأتها معهم ..ربما لم تخبر من أهدوك كتبهم كم هي رقيقة إهداءاتهم .
ولم تخبر الفنان " ساكن وسط القاهرة " كم سعدت كالأطفال حينما اهدي لك لوحة خطها بخطه الجميل بواحد من أجمل أبيات سلطان العاشقين وأحبها لنفسك ..ربما اخبره الفنان الكبير عن تلك الفرحة الطفولية وأنت تعرض عليه اللوحة أسفل المبني ..ربما سرقك الوقت ..
فلم تخبر " الجنوبية ساكنة القاهرة " التي نظمت كل ذلك أنها نسمة جميلة مرت بكم ..رغم كراهيتك الفطرية لكل ناس الإدارة ..أي إدارة ..
ربما لم تسأل المشاغب " ساكن البيرة " عن إهداءه الجميل هل يقصد نفسه أم يقصدك وكيف نفذ إلي روحك بتلك السرعة ..
ربما لم تكمل حوارا مع " الفراشة ساكنة الناصرة " حول القاهرة الحقيقية ولم تخبرها انك تحب فوضويتها وناسها بكل عيوبها ..
ربما لم يتسع الوقت لتحذر الثائر " ساكن زاكورة " من أن القاهرة تبدو واضحة سهلة لكنها غجرية مليئة بالغموض ..عشوائية مليئة بالفوضى لكنها لا تمنح نفسها إلا لدراويشها والذين غالبا ما هصرتهم في أحضانها ..
فماتوا يلعنونها مقبلين أطراف ثوبها كي تسامحهم ..
ربما لم تسأل المشاغبة " ساكنة تونس " ماذا تعني بإهدائها الذي يحمل سخرية تثير في نفسك الابتسامة والمرارة في نفس الوقت ..
لم يتسع الوقت للكثير والكثير ..
لكن ما حرصت علي اختصاره هو موعد عودة كل منهم للمكان الذي يسكنه ..واختصرت موعد ذهابك قدر الإمكان ..
لأنك لا تكره فقط لحظات الوداع ..
بل يوجعك جدا بعدها
! أن ينساك من أحببتهم
أشرف نصر
28/3/2007