Apr 22, 2010

الحكاية العاشرة


الحلواني سنه ضاحك
والعسل يقطر من لسانه
تنهش الغيرة زوجته حين
ترى النساء يحتشدن أمام دكانه
ويهدأ قلبها قليلا حين
ترى لسانه الحلو مع جميع زبائنه
تحيطه دعوات أمه كل صباح
وهي ترى عطفه على أبناء شقيقته الأيتام
هكذا مضت الحياة قشطة مع الحلواني
حتى بدا أن السماء لم تقبل يوما دعوات الأم
نقص القمح فى الأسواق
وضج الناس بالشكوي
لكن الحلواني - الذي فقد يا عين أمه حراسة الدعوات - لم يشارك الناس
زادت أسعار السكر
فغلفت المرارة حلوق الناس
والحلواني مستمر في استفزازه للناس بلسانه الحلو
وصنع الكنافة والبسبوسة والبقلاوة
واستمر - المفتري - فى البيع بنفس الأسعار القديمة
فشاب الحياة التي كالقشطة والعسل
فضول الجياع وغيظ التجار
وهم يرون وجه الحلواني - المستفز - بنفس بشاشته
وقلبه بلون الحليب لم يتعكر بعد
سألته زوجته وقد قتلها الفضول هي الأخرى
فانكشف المستور وبان المكنون
الحلواني يسرق ما يلزمه من سكر وعسل وقمح
من مخازن عظمة السلطان
وكالسكين فى الزبدة شاع الخبر
من فم زوجته لفم الجارات
لفم أزواجهن لفم أحد البصاصين
وصدر الأمر السلطاني بالقبض على الحلواني
فعاد الخبر من الحرس لأذن البصاصين
لأذن الجارات لأذن الزوجة لأذن الحلواني
فلما وصل الحرس لدكانه
كان الحلواني فص ملح وداب
فكانوا يقولون دائما
نفد بجلده مما كان ينتظره
لكن بقاء تلك العائلة
كان يزيد الشائعة أن الناس يخبئونه
يحمونه برموش العيون
رغم الخطر المحيط بالرقاب
خاصة والعجائز يقولون : الحلواني لا يترك بلاده أبدا

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/

No comments: