بو
الجمال نائم مش عاطي خوانة
بولو
حركة الجمل نبهت الجمال فاعتدل
بولوو
هب الجمال فزعا ليرى ماذا جرى
فرأى جمله المسكين يشتر ويضرب بولة
بولوووووووووووو
وانطلق الجمل يعدو
يا خرابي يا خرابي
إلا الجمل خذوا عمرى واتركوا الجمل
هكذا حدث الجمال عفاريت الجن
تذكر كل الأذكار والآيات التي يحفظها
ولا فائدة
الجمل اخد ف وشه وازح
شق المدينة كالسهم
حتى استقر بجوار دار القضاء
هناك اجتمعت علي الجمل
عفاريت الجن وأولاد الأبالسة من الأنس
يصفقون ويدقون على الأوعية الصاج
فيرقص الجمل
رفع قدمين ووقف على قدمين
وهز يا وز ولا زيك يقدر يهز
فصرخ الجمال مستغيثا
ضاع الجمل يا ناس
ضاع الجمل يا مولانا القاضي
ضاع الجمل والجمال
ولكن من يسمع ومن يجيب
والناس بما فيهم القاضي يستمتعون
برقص الجمل الذي أبدع
أكثر مما تبدع غانية الحانة
دخل الليل وانفض الناس
وفى الصباح أمر عظمة السلطان
بأن ينقل الجمل للقصر
كى يراه زواره من رسل الفرنجة
كأعجوبة من أعاجيب المدينة
وحين حضر الحرس لنقل الجمل الراقص
وجدوا الجمال بجوار جثة الجمل
والجمال يرسم بعصاه الدوائر على تراب الشارع
ولما سألوه نظر للجمل وقال
تعب من الرقص وبرك
أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/
وجاء من أقصى المدينة صياد يولول
الغوث الغوث يا عظمة السلطان
بك نلوذ بك نستجير
لا راد لقضاء وقدر غير عظمتك
ولا ملجا لنا إلا رحمتك
ولأن الصياد أحسن فى استجارته
أخذه الحراس لدار الضيافة
فأكل وشرب وتحمم ونام
وألبسوه خير الثياب وعطروه
ثم وقف فى حضرة عظمة السلطان
ما يبكيك يا صياد
أنساني كرم مولاي
مما تستجير يا صياد
وهل بعد دار الضيافة من ذكريات
انطق يا صياد
لما تغير وجه عظمة السلطان
واحمرت عيون قائد الحرس
سرعان ما تذكر الصياد
نزلت ككل صباح للصيد يا مولاي
فوجدت البحر يفيض عن آخره
بمراكب الفرنجة
مراكب شيطانية يا عظمة السلطان
لا تصيد بل تنفث النار من جوانبها
تقتل السمك كل السمك
تسمم الشبار
وتفتت البوري
دنت مراكب صيادينا منها
فاحترقت يا ولداه
فجئت ألوذ بمن لا يرد محتاج
أخرجوه
فعاد الصياد لكوخه
يحلم كل مساء
بما كان وبما سيكون
أما ما جرى فى القصر
فقد سأل عظمة السلطان عرافته
فنطقت: رايتك شامخة
ومجدك فى الأعالي
تقدس اسمك فى الأرض والسماء
فهل يستعصي البحر على عظمتك
فاستبشر عظمة السلطان
لبس عباءته وعدل الخدم عمامته
واستوى على بغلته
ونزل فى موكب لم تشهد المدينة فى مثل مهابته
وأحسن الفرنجة لقاءه
كما يليق بعظمته
ثم عاد لقصره آخر النهار
روحى يا أيام وتعالي يا أيام
والصياد ينتظر موعد الخروج بمركبه
ولكن الأمر لم يصدر بعد
حتى تشقق المركب وعاث السوس فى خشبه
وجاء الخبر اليقين
حلال على الفرنجة البحر
على أن ترفرف صورة عظمة السلطان
على كل شراع مركب يدنو من المدينة
وهنيئا للمدينة المجد والمهابة بين البلاد
ودارت الأيام ومرت الأيام
يا عم يا صياد فين السمك
يا جدع يا صياد وحشنا الشبار
يا زفت يا صياد فين البوري
والصياد المسطول لا يجيب
وإنما ينظر لمركبه الخرب
ويضحك كمن أصابه المس من الشيطان
أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/
ابتليت المدينة بقيظ حارق يوم ولد
وبدلا من زغاريد النساء
رقعت أمه بالصوت الحيانى
رحال اتيتم يا جد*
فمع ميلاده المشئوم كان موت أبيه
حين ضُبط محاولا سرقة ما يساعده
على تدابير الحياة مع مجئ النونو
وفى صباه أصاب شؤمه الأم
فصلبت فى حديقة القصر
التى كانت تعمل فيها
لما انحصر رحال فقضى حاجته
على زهور النرجس التى يعشقها عظمة السلطان
بعدها قرر أن يكون رحال اسمه وصفته
فلم يعد يطيق البقاء بمكان
ولا يجيد مجالسة الناس ولا حديثهم
هج للجبل
عاش مع الذئاب
وصادق الثعالب
وتمتع بمؤانسه الأفاعي
وكلما غالبه الشوق للعمار
قطع الطريق على القوافل
شاهرا سيفه رافضا المال والطعام
وطلب فقط صحبتهم لبلاد بعيدة بعيدة
عن المدينة وأهلها
لكن شؤم رحال أصاب رحال
فحن للمدينة
ووجده الناس نائما فى السوق
اجتنبوه لأسابيع
ثم رويدا رويدا بدأوا فى جر الكلام معه
تمنع كثيرا ثم انفجر بالحكايات
ويوما بعد يوم صاروا يستمتعون بحديثه
عن بلاد ومدن غير تلك المدينة
ورويدا رويدا صار مجلسه فى السوق
يتسع ويتسع
سئل مرة عما يحس به
حين يهجر بلدا
فقال: كل جدار سندت عليه يوم
أكل حته من كتفي لما هجرته
وسئل عما دفعه للعودة
فقال: حسن طالعكم وشؤم طالعي
وكلما كثرت أسئلتهم
يفيض عليهم رحال من علمه
حتى فُتن الناس به
وطااااااااااااااااااااال لسانه
حتى وقع فى المحظور
ووصل صيته لعظمة السلطان
فكان ما كان
ورحال بسبب حكاياته
حول حكام بلاد بعيدة وطباعهم
اكتسب لقب المرحوم
لا أحد يعرف من أول من سأله عن ذلك
لكن الجميع يذكر آخر ما قال :
ما كنا ساكتين
أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/
* جملة بفيلم عرق البلح - رضوان الكاشف