Jun 4, 2010

ال14


ابتليت المدينة بقيظ حارق يوم ولد
وبدلا من زغاريد النساء
رقعت أمه بالصوت الحيانى
رحال اتيتم يا جد*
فمع ميلاده المشئوم كان موت أبيه
حين ضُبط محاولا سرقة ما يساعده
على تدابير الحياة مع مجئ النونو
وفى صباه أصاب شؤمه الأم
فصلبت فى حديقة القصر
التى كانت تعمل فيها
لما انحصر رحال فقضى حاجته
على زهور النرجس التى يعشقها عظمة السلطان
بعدها قرر أن يكون رحال اسمه وصفته
فلم يعد يطيق البقاء بمكان
ولا يجيد مجالسة الناس ولا حديثهم
هج للجبل
عاش مع الذئاب
وصادق الثعالب
وتمتع بمؤانسه الأفاعي
وكلما غالبه الشوق للعمار
قطع الطريق على القوافل
شاهرا سيفه رافضا المال والطعام
وطلب فقط صحبتهم لبلاد بعيدة بعيدة
عن المدينة وأهلها
لكن شؤم رحال أصاب رحال
فحن للمدينة
ووجده الناس نائما فى السوق
اجتنبوه لأسابيع
ثم رويدا رويدا بدأوا فى جر الكلام معه
تمنع كثيرا ثم انفجر بالحكايات
ويوما بعد يوم صاروا يستمتعون بحديثه
عن بلاد ومدن غير تلك المدينة
ورويدا رويدا صار مجلسه فى السوق
يتسع ويتسع
سئل مرة عما يحس به
حين يهجر بلدا
فقال: كل جدار سندت عليه يوم
أكل حته من كتفي لما هجرته
وسئل عما دفعه للعودة
فقال: حسن طالعكم وشؤم طالعي
وكلما كثرت أسئلتهم
يفيض عليهم رحال من علمه
حتى فُتن الناس به
وطااااااااااااااااااااال لسانه
حتى وقع فى المحظور
ووصل صيته لعظمة السلطان
فكان ما كان
ورحال بسبب حكاياته
حول حكام بلاد بعيدة وطباعهم
اكتسب لقب المرحوم
لا أحد يعرف من أول من سأله عن ذلك
لكن الجميع يذكر آخر ما قال :
ما كنا ساكتين

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/


* جملة بفيلم عرق البلح - رضوان الكاشف


No comments: