وجاء من أقصى المدينة صياد يولول
الغوث الغوث يا عظمة السلطان
بك نلوذ بك نستجير
لا راد لقضاء وقدر غير عظمتك
ولا ملجا لنا إلا رحمتك
ولأن الصياد أحسن فى استجارته
أخذه الحراس لدار الضيافة
فأكل وشرب وتحمم ونام
وألبسوه خير الثياب وعطروه
ثم وقف فى حضرة عظمة السلطان
ما يبكيك يا صياد
أنساني كرم مولاي
مما تستجير يا صياد
وهل بعد دار الضيافة من ذكريات
انطق يا صياد
لما تغير وجه عظمة السلطان
واحمرت عيون قائد الحرس
سرعان ما تذكر الصياد
نزلت ككل صباح للصيد يا مولاي
فوجدت البحر يفيض عن آخره
بمراكب الفرنجة
مراكب شيطانية يا عظمة السلطان
لا تصيد بل تنفث النار من جوانبها
تقتل السمك كل السمك
تسمم الشبار
وتفتت البوري
دنت مراكب صيادينا منها
فاحترقت يا ولداه
فجئت ألوذ بمن لا يرد محتاج
أخرجوه
فعاد الصياد لكوخه
يحلم كل مساء
بما كان وبما سيكون
أما ما جرى فى القصر
فقد سأل عظمة السلطان عرافته
فنطقت: رايتك شامخة
ومجدك فى الأعالي
تقدس اسمك فى الأرض والسماء
فهل يستعصي البحر على عظمتك
فاستبشر عظمة السلطان
لبس عباءته وعدل الخدم عمامته
واستوى على بغلته
ونزل فى موكب لم تشهد المدينة فى مثل مهابته
وأحسن الفرنجة لقاءه
كما يليق بعظمته
ثم عاد لقصره آخر النهار
روحى يا أيام وتعالي يا أيام
والصياد ينتظر موعد الخروج بمركبه
ولكن الأمر لم يصدر بعد
حتى تشقق المركب وعاث السوس فى خشبه
وجاء الخبر اليقين
حلال على الفرنجة البحر
على أن ترفرف صورة عظمة السلطان
على كل شراع مركب يدنو من المدينة
وهنيئا للمدينة المجد والمهابة بين البلاد
ودارت الأيام ومرت الأيام
يا عم يا صياد فين السمك
يا جدع يا صياد وحشنا الشبار
يا زفت يا صياد فين البوري
والصياد المسطول لا يجيب
وإنما ينظر لمركبه الخرب
ويضحك كمن أصابه المس من الشيطان
أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/
No comments:
Post a Comment