Jun 11, 2010

الحكاية ال15



وجاء من أقصى المدينة صياد يولول
الغوث الغوث يا عظمة السلطان
بك نلوذ بك نستجير
لا راد لقضاء وقدر غير عظمتك
ولا ملجا لنا إلا رحمتك
ولأن الصياد أحسن فى استجارته
أخذه الحراس لدار الضيافة
فأكل وشرب وتحمم ونام
وألبسوه خير الثياب وعطروه
ثم وقف فى حضرة عظمة السلطان
ما يبكيك يا صياد
أنساني كرم مولاي
مما تستجير يا صياد
وهل بعد دار الضيافة من ذكريات
انطق يا صياد
لما تغير وجه عظمة السلطان
واحمرت عيون قائد الحرس
سرعان ما تذكر الصياد
نزلت ككل صباح للصيد يا مولاي
فوجدت البحر يفيض عن آخره
بمراكب الفرنجة
مراكب شيطانية يا عظمة السلطان
لا تصيد بل تنفث النار من جوانبها
تقتل السمك كل السمك
تسمم الشبار
وتفتت البوري
دنت مراكب صيادينا منها
فاحترقت يا ولداه
فجئت ألوذ بمن لا يرد محتاج
أخرجوه
فعاد الصياد لكوخه
يحلم كل مساء
بما كان وبما سيكون
أما ما جرى فى القصر
فقد سأل عظمة السلطان عرافته
فنطقت: رايتك شامخة
ومجدك فى الأعالي
تقدس اسمك فى الأرض والسماء
فهل يستعصي البحر على عظمتك
فاستبشر عظمة السلطان
لبس عباءته وعدل الخدم عمامته
واستوى على بغلته
ونزل فى موكب لم تشهد المدينة فى مثل مهابته
وأحسن الفرنجة لقاءه
كما يليق بعظمته
ثم عاد لقصره آخر النهار
روحى يا أيام وتعالي يا أيام
والصياد ينتظر موعد الخروج بمركبه
ولكن الأمر لم يصدر بعد
حتى تشقق المركب وعاث السوس فى خشبه
وجاء الخبر اليقين
حلال على الفرنجة البحر
على أن ترفرف صورة عظمة السلطان
على كل شراع مركب يدنو من المدينة
وهنيئا للمدينة المجد والمهابة بين البلاد
ودارت الأيام ومرت الأيام
يا عم يا صياد فين السمك
يا جدع يا صياد وحشنا الشبار
يا زفت يا صياد فين البوري
والصياد المسطول لا يجيب
وإنما ينظر لمركبه الخرب
ويضحك كمن أصابه المس من الشيطان

أشرف نصر
http://ashrafnasr.blogspot.com/


No comments: