Mar 22, 2009

المولد




صورة المولد في الأفلام المصرية

أشرف نصر

المولد :

هو فرحه الفقراء وفرصتهم لممارسه المتعة- ربما الوحيدة- في عامهم .. يفد الناس من كل أرجاء الأرض للتقرب والنذر وتعليق أحلامهم علي من يعتقدون فيهم من الأولياء والصالحين

( خاصة مع الخيبات الدائمة في ولاه أمره من أهل السياسة والحكم ) ..

يقدمون الشكوى من قسوة ظروفهم الحياتية من فقر وظلم اجتماعي ومن ضياع الأمل في حياة أفضل ..

كما يقدمون الشكوى والرجاء في أشياء ليست في متناول البشر( كما يرون) مثل الزواج للعانس والإنجاب للعاقر والشفاء للمريض والعودة للغائب.. وغيرها من أمنيات معظمها بسيط لدرجه مذهله يقدمون من أجلها النذور وأحيانا يكتبون شكواهم لترفع للسماء كما يحدث حتى الآن في مقام الإمام الشافعي

( رغم كل اتهامات المتطرفين لهم بالوثنية وتهديداتهم بالحرمان من مفاتيح الجنة التي يحملونها معهم .. أما رجال المؤسسة فقد تخلوا عن النصح واعتبروه طريقه غير مجديه ووصل الأمر

- كما رأي كاتب هذه السطور – للضرب والإهانة وحرق الخطابات أولا بأول ..

رغم إنها وثيقة صادقه لأوجاع الناس في بر مصر )

أصحاب الرجاء ليسوا فقط من الفقراء أو الأميين لكن للكل مكان في ساحة الرجاء والطلب حتى الأثرياء والمتعلمين يحضرون

( مثال : رأي الكاتب مهندس بين أصحاب الطلبات في مقام الإمام الشافعي )

هم لا يطلبون فقط ويرحلون وإنما يصلون ويقومون بممارسه طقس الذكر والدعاء وغيرها مما يرونها فروضا يفعلونها بكل الرضا والحب ..

لكن ماذا بعد كل ذلك ؟

لابد من الترويح عن النفس وممارسه بهجة ممكنه وسهله وتكاليفها تناسب هؤلاء البسطاء ..

لذلك تنصب الخيام وتفترش الأرض الرحبة لممارسه الألعاب :

النشان والفرجة علي الغوازي وأيضا سماع المديح كلون غنائي محبب وشراء الحلوى و ركوب المراجيح ولهواه المقامرة لعب الكوتشينة والمتعة الكبرى مشاهده السيرك :

من ألعاب الحواة ومشاهده الحيوانات وترويضها ومهارات اللاعبين علي الحبل وغيرها من تفاصيل ذلك العالم الساحر

كيف تم التعامل مع المولد في السينما المصرية ؟؟

علي مدار ما تجاوز مائه عام هي عمر السينما المصرية ظهر ذلك الطقس المؤثر في حياة غالبيه الشعب المصري في القليل من الأفلام وأيضا تراوحت صور تناوله بما يتناسب مع الفروق في وعي صناع الأفلام بالتفاصيل وإدراك حيوية ذلك الطقس وتأثيره الوقتي وما يبقي منه في نفوس رواد المولد..

وهل ظهر المولد كعنصر مؤثر في الدراما وله تأثير في أبطال الدراما أم كان مجرد خلفيه براقة ومكان للحدث ؟

ولنري ملامح تلك المعالجة لصورة المولد في هذه الأفلام :

* المولد كمكان للضياع

- فيلم المولد:

سيناريو:محمد جلال عبد القوي

وإخراج:سمير سيف

تذهب الأم مع طفلها للمولد ويندمج الطفل في انبهاره بجو المولد حتى انه يتوه من أمه التي لا تستطيع العثور عليه خاصة ورجل يختطفه ويربيه علي انه ابنه وتستمر أحداث الفيلم في طريقها ناسيه المولد بمعناه الحقيقي تماما لتكتمل رحله البطل وهو الطفل الصغير في المولد الأكبر – مجازا- وهو الدنيا وعالم اللصوص ..

في ذلك الفيلم نري صناعه تعاملوا مع المولد كمجرد خلفيه للحدث وهو ضياع الابن من أمه دون أن نري أي تأثير للمولد بعدها في الأحداث أو فارق ما في الشخوص وكأنها مره ذهب الجميع فيها للمولد ولا يكررها دون أي تأثير يذكر بعدها سوي صوره الأم وسط الزحام التي يراها البطل من وقت لآخر .

وهنا سنجد لا الخاطف كرر الذهاب للموالد رغم انه عمله ولا الأم ومر المولد كشيء عابر للجميع

المساحة الزمنية للمولد علي الشاشة ومعها المساحة الدرامية كانت صغيرة لدرجه تثير التساؤل عن فيلم يسمي المولد ويتم التعامل معه هكذا كمجرد شيء عابر حتى مع ذلك التبرير حول أن الدنيا هي المولد الحقيقي فالفيلم لم يصور عالمه بعدها سوي الصورة المألوفة لعالم اللصوص دون أن يركز حول ملامح الدنيا كمولد أكبر .

* تناول ميلودرامي للمولد :

- فيلم كريستال

سيناريو: سمير الجمل

إخراج: عاطف عوض

هنا نري البطلة راقصه وتمارس اللعب بالنار والقفز من بين حلقتها المشتعلة لتحوز إعجاب المتجمعين وتجمع أجرها منهم فيراها مخرج استعراضي وراقصه تنهي حياتها الاستعراضية لإصابتها وتري في بنت المولد خير خليفة لها وتقنع المخرج بذلك فيبدأ في ترويض الفتاة لتصلح كراقصه استعراضيه ..

هنا المولد كمكان يختفي بعد الجزء الأول من الفيلم كما حدث مع فيلم المولد

مع فارق هام هو أثر المولد في الشخوص حيث نري البطلة عصيه علي التطويع والترويض وحريصة علي تمردها وممارسه الأشياء بحريتها وهنا فارق وتميز كبير عن الفيلم السابق

لكن المشكلة هنا كانت في الأثر الذي يراه صناع الفيلم في أرباب المولد

فنري أن البطلة تصل للفجاجة في تصرفاتها وأقوالها لدرجه ما نسميه ( الشرشحه ) لدرجه تنفير المشاهد من سلوكها لتهيئه المتلقي لعمليه الترويض حيث تتحول الفتاة بعدها ليس فقط لراقصه محترمه تقدم فنا محترما

( وجهه نظر المؤسسة الثقافية للفنون الشعبية أنها أقل دونيه وتنفي عنها صفه الفن )

بل تتحول الفتاة لإنسانه بعد تلك الفجاجة التي كانت تمارسها

هنا نري ذلك الشكل من التعالي علي أرباب المولد كبشر لهم تميزهم وحريتهم في الصياغة التي يرونها للتعامل مع الحياة ..و السمة الطاغية علي الفيلم هي الميلودرامية

حيث نري الأب رجل الموالد يبيع كليته لتعيش البنت حياة أفضل ويموت من جراء الجراحة وتلقي البنت بثمن كليه الأب في الهواء في مشهد ميلودرامي فاقع لتصبح بعدها مباشرة مستعدة لعمليه التطويع علي يد المخرج وتفقد استقلالها وحريتها التي يصورها الفيلم علي أنها فجاجه وعشوائية ..

( نلاحظ الفارق في المعالجة في تيمه مشابهه هي كارمن

و المساحة شاسعة بين وعي الفنان الأسباني والفنان المصري !!!)

* الموقف السلبي من الفن الشعبي بترقيتهم للفن الرسمي علي مسرح بشروط المؤسسة

- فيلم : مولد يا دنيا

تأليف: يوسف السباعي

وإخراج: حسين كمال

هنا تبرز فكره التدجين بصوره أوضح حيث يحاول الفيلم توضيح ضحالة الفن الشعبي وضرورة ترقيته من خلال الفن المؤسسي الأرقى من خلال مخرج مسرحي يري مجموعه من الأولاد الذين يتكسبون رزقهم من النصب والسرقة والاحتيال علي البسطاء لكن بخفه دم وعدم شر متأصل حيث يرغمهم معلم شرير علي ذلك ويبدأ المخرج في تدريبهم لعرض علي مسرح استعراضي ..

لكن يحسب للفيلم تلك الحيوية والروح التي ظهر بها المولد وناسه ومساحته الزمنية والدرامية بل والاهم هو أثره في الشخوص حيث نري أعضاء الفرقة يمارسون سلوكهم طوال الوقت بحريه وانطلاق ودون فجاجه مشابهه للفيلم السابق بل إن ما يطور شكل الفن الذي يقدمون ولا يفقدون فطرتهم وتلقائيتهم رغم ما يتعلمونه ويغير في نفوسهم ويظل المولد وعالمه معهم يحملون قيمه وبساطته فهم يتعاونون معا طوال الوقت ولا يفقدون قيم التعاون والحب والشهامة الفطرية وحتى السرقات الخفيفة والنصب غير المؤذي إذا جاز التعبير رغم دخول قيم مختلفة من روح التنافس والفردية والغيرة من نجاح الزميل والأنانية للحصول علي إعجاب الآخرين .

* المولد كبداية للعشق :

- فيلم: تمر حنة

قصه وسيناريو وإخراج حسين فوزي

حوار جليل البنداري

هنا تميز أكبر من كل الأفلام السابقة في معالجه المولد ونري أولا ملامح الحكاية :

عائله من الغجر منهم البطلة تمر حنة التي تحب حسن الغجري وفي نفس الوقت (تلوعه ) وتحتار أكثر مع ظهور الثري الذي يذهب بها لعالمه محاولا الزواج منها لكن في نهاية الأحداث يطعنها حسن وعندما تصارحه أنها لم تحب غيره يرحل بها وهما يعرفان أنهما لا يستطيعان تغيير جلودهم ولا حياتهم الغجرية

الفيلم تميز بشده في تصوير الغجر وعالم المولد في حبهم للحياة والحرية واقتناص المتع والسرقة أيضا وعندما يتطلب الأمر القتل وتطبيق قانونهم الخاص علي من يفارقهم ..

طوع الفيلم تلك التفاصيل للشكل الفني المبهج الذي اتخذه من غناء ورقص وكوميديا خفيفة دون ميلودراميه أو قتامه ما ..

وأهم شكل للتميز كان في رسم الشخوص خاصة شخصيه حسن الغجري وأخته التي تغار من تمر حنة وتحرضه ضدها وكبار الغجر في الحكم علي الخائنة

( من الأفلام المميزة في تناول عالم الغجر فيلم : قلب الليل

قصه : نجيب محفوظ وسيناريو : محسن زايد وإخراج : عاطف الطيب ..

لكن لعدم تناوله لطقس المولد خرج عن موضوع هذا البحث )

في تمر حنة لا يدين صناع الفيلم أرباب المولد أو يحقر من فنونه كما حدث في أفلام سابقه

علي العكس تكون النهاية لصالحهم ولا تلوي عنق الأشخاص من اجل الترويض المجتمعي أو الفني فتمر حنة تعود لحبيبها ولعالمها .. النهاية تعكس وعي صناع الفيلم بشخوص عالمهم ذلك الوعي الذي افتقده أصحاب الأفلام السابقة رغم أن تمر حنة فيلم من إنتاج الخمسينات أي قبل تلك الأفلام بفترة طويلة

( وهي ملاحظه تؤكد أن لا نتقدم مع الزمن وربما نتراجع أكثر!!!!!)

* فيلم : شيء من الخوف

قصه: ثروت أباظة

سيناريو: صبري عزت/ حوار: صبري عزت وعبد الرحمن الأبنودي

إخراج : حسين كمال

يشترك الفيلم مع السابق في كون المولد بداية أو مكان العشق ويشترك مع مولد يا دنيا في أنهما من إخراج حسين كمال ..

لكنه يختلف مع كليهما في النوعية والتناول فهو ليس فيلما استعراضيا خفيفا ولكنه يحاول اتخاذ شكل يميل للملحمية في حكاية تصوير الظلم الواقع علي أهل البلد والطاغية عتريس الجد وبعد مقتله يصير عتريس الحفيد هو الطاغية الأشرس والمزق بين الظلم وروحه الرقيقة العاشقة إلي ينتهي مصيره بالحرق

ما يعنينا صوره المولد في الفيلم :

حيث كان المولد هو مكان الحدث الأكثر تأثيرا علي الشخصيات ففيه يقابل عتريس محبوبته ويجمعهما حب متع المولد الصغيرة مثل العروس الحلاوة والحصان وتظل الذكري هي الأبقى والألمع في البطل والبطلة

الطقس لم يظهر بمساحه كبيرة زمنيا ولم يظهر المولد بشكل مليء بالتفاصيل ( رغم انه نفس المخرج ) لكن ما كان يعني صناع الفيلم التأثير الدرامي للمكان في نفوس الشخوص وهو ما نجح فيه الفيلم تماما

وخاصة أن الأبطال كانوا زوارا للمولد وليسوا ممن يعيشونه كفيلم تمر حنة مثلا ً

* المولد أول الهاوية:

- فيلم:شفيقة ومتولي

قصه شوقي عبد الحكيم و سيناريو صلاح جاهين

إخراج: علي بدرخان

لذة تعقبها ألف حسره

من اشهر جمل ألف ليله وليله تعليقا علي الحب كان المنطق الذي تعامل به صناع الفيلم مع حب شفيقة حيث كان الحب هو أول طريق ضياعها حيث غدر الحبيب وحولها تدريجيا بمساعده الظروف الظالمة إلي عاهرة تنتقل بين الرجال واحدا تلو الآخر حتى تموت في النهاية مقتولة

( غير الفيلم من نهاية الموال الشعبي الذي يقتل فيه متولي أخته شفيقة مرضيا قيم مجتمعه في قتل الزانية والانتقام للشرف الذكوري بل ويظل الراوي مادحا لرجولة القاتل الذي لا يرتضي العار

..وجعل الفيلم النهاية هي افتداء شفيقة لأخيها من رصاص العسكر محاولا اجتذاب المتلقي للتعاطف مع الشخصية )

المولد ظهر هنا عابرا كمكان يغوي البطلة بأضوائه واشتهاء ملذاته البسيطة والمحرومة منها البطلة الفقيرة الشابة المحرومة من كل شيء لذلك لم تقاوم كثيرا البطلة وانساقت لأول طارق يلوح لها بتلك المتع ..

مره أخري ظهر المولد كمكان عابر يحدث فيه ما يؤثر في حياة الشخصية

لكن لا يمكن استبداله بمكان آخر ويشترك مع فيلم شيء من الخوف في ذلك

( عكس سهوله استبدال المولد بأي مكان آخر في فيلم المولد وكريستال )

* المولد مأوي المجرمين :

- فيلم صراع في النيل

تأليف علي الزر قاني

وإخراج:عاطف سالم
هنا الصورة الأخرى للمتع الموجودة في المولد حيث نري الخطر المتمثل في اللصوص والقتلة

وهم هنا يحاولون منع مجاهد من شراء مركب بموتور ( يسمونه صندل ) لأهل القرية من خلال استغلال طيبه وسذاجة محسب زميل مجاهد وابن صاحب المال وتستمر الأحداث في طريقها وقد فشلت محاولات اللصوص ..

مفردات فتح عينك ..وأوعي لنفسك هي مفردات القادم للمولد من الريف والصعيد والعاقبة لعدم الاحتراس كادت تضيع البطل لذلك كان المولد هنا حيويا وانسب الأماكن للحدث وتم استغلاله خير استغلال وعرض علي الشاشة بشكل ابرز مفردات المولد من ألعاب وغوايات ولصوص وغازيه تساعد اللصوص في محاولاتهم

ظهرت مهارة صناع الفيلم في إظهار تفاصيل المولد وحيوية شخوصه وانبهار زواره وشرور بعض أهل المولد في نسجهم للدراما التي قدموها .

* الوعظ وفكره تصحيح مفاهيم الناس :

- فيلم : طريد الفردوس

قصه: توفيق الحكيم/ سيناريو: علي الزر قاني ومحمد مصطفي سامي

حوار: بكر الشرقاوي ومحمد أبو يوسف وتوفيق الحكيم

إخراج: فطين عبد الوهاب

هنا يتعامل صناع الفيلم من باب تصحيح مفاهيم الناس حول المولد حيث البطل عليش راح في إغماءه وظنه الناس مات وعندما يفيق ظنها الناس كرامه ولي من أولياء الله ويرفضون تصديقه حتى انه يدفع حياته ثمنا لإقناعهم بطرد تلك المعتقدات وساعتها يعود للسماء والتي كان طرد منها في البداية لأنه لم يكن قد مات بل مجرد إغماء ..

هنا نري قسوة صناع الفيلم في اتهام البسطاء بالجهل والخضوع للخرافات وكون الموالد مكان لابتزاز مشاعر الجهلة والعامة من النصابين ومحترفي التجارة بالدجل وعدم احترام صناع الفيلم للحاجات علي الأقل النفسية لهؤلاء الناس لذلك الطقس وتصوير المولد علي انه مكان للفساد والشر المحض !

وتعمد الفيلم الابتعاد عن أي متعه تحدث لأي من رواد المولد بل إن الجرائم هي ما يحدث علي أرضه وأبشعها قتل البطل في نهاية الفيلم .

وابتعد بالتالي عن مصادر البهجة في المولد وجعل كل ما يحدث ظواهر سلبية يجب أن يحذر منها المجتمع !

ورغم اختلاف منطلق صناع الفيلم عن باقي الأفلام لكن كان المولد مكانا أساسيا للأحداث لا يمكن استبداله .

* المولد كتعريه للحياة السياسية :

- الأراجوز

سيناريو: عصام الشماع

فكره وإخراج: هاني لاشين

هنا تناول يذهب نحو السياسة لتحليل مجتمعها من خلال لاعب الأراجوز الذي يعيش في الموالد شاهدا علي مجتمعه ككل فيقابل هناك حبيبته والتي نراها تسبب إصابة للسياسي الفاسد الذي يحاول اغتصابها ويكمل الفيلم رحله بطله في تعريه فساد مجتمعه ويصبح الصوت المدوي بينما يخرس أصحاب المصلحة ومنهم ابن اللاعب نفسه .

هنا المولد مكان حيوي للأحداث ومؤثر في الشخوص حيث الأراجوز يمارس ( ارجزته) طوال الوقت رافضا اعوجاج المجتمع الذي ينخر فيه السوس وتصبح فيه البطلة (كفرس بري ) لا تنقاد بسهوله

(لاحظ الفارق بين استقلالية تلك الشخصية دون أن تظهر فجه كما في فيلم كريستال )

والمولد يصبح حيويا في حياتهم نجح صناع الفيلم في إبراز تلك الحيوية رغم عدم الوجود الزمني الكبير علي الشاشة لطقس المولد لكنه حرك الأحداث وبين ملامح الشخصيات وكان فارقا مع كل من حضروه سواء أربابه مثل الأراجوز وزوجته وابنه وأيضا السياسي في إصابته التي تحولت لعاهة تذكره دائما بتلك التجربة .

* المولد وطن :

فيلم : السيرك

قصه صلاح أبو سيف/ سيناريو:عاطف سالم وفاروق سعيد

حوار: صلاح حافظ وفاروق سعيد

إخراج: عاطف سالم

ربما هو الفيلم الأهم علي الإطلاق في الانحياز لعالم المولد فالسيرك متلازم دائما وأبدا مع المولد فلا مولد بلا سيرك وحتى السيرك المبتعد عن عالم المولد سنجده مختلف كثيرا عن سيرك يتنفس وسط أرباب المولد وناسه

.. هنا الشخصيات هم أهل السيرك وناسه المتنقلين بين مولد وآخر ومحاولات احدهم لتطويرهم دون التخلي عن فنهم الشعبي وعالمهم الخاص

( فارق هام عن أفلام مولد يا دنيا وكريستال )

كل تفاصيل السيرك والدائرة الأوسع للمولد هي مكان الأحداث طوال الفيلم وهي التي تشكل شخوصه وتطبع عليهم لذلك كان هنا تناول المولد أكبر في المساحة الزمنية علي الشاشة من بقيه الأفلام علي الإطلاق

كما كان أبرز تشريح وإبراز تفاصيل الموالد وشخوصه من لاعبين ومطربين وغوازي ومهرجين وأيضا من جمهور الموالد ..

هنا كان المولد وطن كبير في قلبه تماما يقع السيرك بعالمه الجميل .

ملاحظات أخيره :

1- العدد عشره أفلام فقط من بين ما يقارب ثلاثة آلاف من الأفلام المصرية علي مدي تاريخها

نسبه نادرة لعالم بهذا الغني

ومن بين العشرة تكرر اسم مخرجين مما يعني ثمانية مخرجين فقط وعدد أكثر قليلا في كتاب السيناريو !

نسبه نادرة لعالم بهذا الغني ؟!

2- تعامل البعض من الخارج مع المولد( فيلمين من عشره )

أما الغالبية استفادت من ثراء عالم المولد كل حسب مدي وعيه وموهبته والقدرة علي توظيف الطقس والمكان .

3- هناك المزيد من فرص استغلال عالم المولد مثل عالم الذكر والمنشدين

( تعرض له كاتب هذا المقال في كتابته لسيناريو : أيام الإنسان السبعة عن الرواية البديعة لعبد الحكيم قاسم

ويبقي بالطبع الحكم علي التجربة عندما يري الفيلم النور )

لكن المهم حقيقة وجود عالم بكل ذلك الثراء لم يتم استنفاد فرص استغلاله بعد .

أشرف نصر



No comments: