كان من المفترض أن انشر هذا الموضوع في جريدة الدستور ( كانت قد توقفت وحاول إبراهيم عيسي إعادتها ثم توقف مشروع إعادتها..وعندما عادت الجريدة كنت أنا قد ابتعدت ..علي أي حال هاهي آراءهم بلا تصرف نظرا لأهميتها
وخالص الشكر لأصحابها ممن اقتطعوا من أوقاتهم وجهدهم للمشاركة في الموضوع بلا مقابل ..(
ليس مهما من كتب الروايات التي صدرت باسم صدام حسين ..المهم الآن من كتب عن الديكتاتور .. فرغم أننا نعاني من الديكتاتورية ربما أكثر من أمريكا اللاتينية لكن لديهم تيار قوي من الروايات تعاملت مع شخصية الديكتاتور بكل جرأة وإبداع يحسب لهم مثل رواية خريف البطريرك لجابرييل جارثيا ماركيز وحفلة التيس لماريو برجاس يوسا وغيرها ..عندما ثارت التساؤلات ذهبت إلي النقاد بحكم متابعتهم للمشهد الروائي في العالمين العربي والغربي ..
يقول د:شاكر عبد الحميد :
الروايات التي جسدت موضوع الديكتاتور في الأدب العربي ليست كثيرة ولا بارزة ولكن شخصية الديكتاتور موجودة علي المستوي الصغير في "العسكري الأسود "ليوسف إدريس وعلي المستوي الاجتماعي في شخصية "السيد أحمد عبد الجواد " في ثلاثية نجيب محفوظ ..ولكن الرواية العربية ألمحت كثيرا لشخصية الديكتاتور دون أن تجسدها بشكل متنامي وفعال كما فعلت أمريكا اللاتينية ..
بينما يري د:رمضان بسطاويسي :
أن الديكتاتورية فكرة أعمق من فكرة الطاغية فالديكتاتور ليس شخصا في حد ذاته وإنما هو فكرة تتحول إلي ممارسات يومية تمارس تأثيرها علي الأفراد وتكرس لسيادة نظام يدعم فئة أو شريحة أو سيادة نمط واحد من الحياة فالشخص يمكن أن يموت لكن النظام يبقي ويولد لنا مزيدا من الطغاة ..ويكمن أن نعتبر نماذج لذلك :
رواية " اللجنة " لصنع الله إبراهيم ورواية
"حكايات المؤسسة “ لجمال الغيطاني بل يمكن أن نعتبر معظم الروايات العربية تناولت الديكتاتورية بشكل أو آخر .
أما عن المشهد الروائي الغربي يقول د:وائل غالي :
ليست رواية الطاغية تخصصا معينا في الإبداع في أمريكا اللاتينية إنما الكتابة الروائية قديمة قدم الرواية نفسها ،فعندما نشرت الناقدة الألمانية المعاصرة حنه آريندت تمثيلا لا حصرا كتابها الرائد عن "أصول حكم الحزب الواحد " في العام 1951 كانت الحرب العالمية الثانية قد انتهت وكان هتلر قد مات لكن ستالين عاش وحكم وتم استنساخه إذا جاز التعبير في العالم العربي في الصورة البعثية وغيرها من التطبيقات النوعية في العصر الحديث ،أرادات آريندت صياغة معني الحقيقة المخيفة لحكم الحزب الواحد وظهوره في العالم كإفزاع وكشكل جديد تماما من الحكومة جنبا إلي جنب مع استحضار نماذج من تاريخ الكتابة الروائية الغربية عن الطاغية .بحثت عن العناصر الخفية في الإمبريالية الأوربية التي توافقت مع الحركات الاستبدادية ،كما توافق الكلام علي الطاغية ورواية الطاغية مع التدخل العسكري الخارجي في العراق المحتل الآن وفي بلدان العالم كافة ،من قبل .استكشفت آريندت نظام تلك الحركات وشرحت البناء القوي للنازية والستالينية ،ودرست بدقة "ادعاء " تلك الأنظمة في الهيمنة العالمية .ركزت بشكل رئيس علي النازية ،ولكن كانت آريندت ملمة بأصول حكم الحزب الواحد في روسيا .إن التعقيد الهائل لأصول حكم الحزب الواحد يصدر عن تعقيد مفهوم حكم الحزب الواحد بوصفه يشمل النازية والستالينية .تعاملت المحاضرة الأولي مع استحضار حكم الحزب الواحد لأصناف تقليدية في الحكم .هكذا منذ بداية التاريخ الإنساني وردت مسألة حكم الحزب الواحد .
أما عن احتلال العراق وآثاره علي الرواية العربية في الفترة القادمة ..يقول د:شاكر عبد الحميد :
أعتقد أن ما حدث في العراق سوف يؤثر في الرواية لكن ليس بشكل مباشر ولا سريع ..فلابد من فترة تأمل واستيعاب ثم تجسيد للرؤية الجديدة ..فأتوقع بسبب ممارسات الاحتلال الأمريكي في العراق وانكشاف أكاذيب أسلحة الدمار الشامل سوف يعاد النظر في التفكك العربي وتنامي الشعور بالهوية العربية الكامنة أو المغيبة مؤقتا ..وان يقوم الأدباء بالتعبير عن ذلك من خلال اتجاهات متمردة وجديدة ورافضة وحالمة بمستقبل أفضل ولكن نحتاج بعض الوقت وبعض التأمل ..
وعن رأيه في تأثير ما حدث في العراق علي الرواية العربية
يقول د: رمضان بسطاويسي :
إن ما حدث سوف يكون له تجليات وظلك بالابتعاد عن الشعارات الكبرى والاقتراب من الحياة وتسجيلها وإعادة اختبار كثير من المسلمات التي سيطرت علي العقل العربي ومحاولة اكتشاف صيغة جديدة للحياة تكون أكثر قدرة علي استيعاب المستويات العميقة للحياة .
أشرف نصر
No comments:
Post a Comment