كان هنا .. كان يحب .. كان يسب .. كان يغني ..
كان وكان وكان ..ما أقساك يا كان ..
أيها الزملاء .. تركنا وصعد .. حزانى نحن حتى النهاية ..
لا نطيق الدراسة ولا نطيق الحياة بدونه ..
مثلما يقول نزار -الذي لم يكن يحبه-
مالحة أمامنا الأشياء- .
ربما في الشهر القادم سنخفف الحداد قليلا .. لأن الصيف الحارق والامتحانات القادمة ستجعلنا نتجادل بصوت عال .. وربما في الثلاثاء القادم سنسخر كعادتنا من دكتور نظرية الأدب .. وستفلت ضحكة من هنا أو هناك .. وربما لن نحتمل حتى الغد .. وسنعاود حياتنا ربما مضيقين من حواجبنا أو مرتدون أشرطة سوداء علي أكتافنا .. لكننا مبتذلين كعادتنا..
لماذا كتبت علينا المشاوير ؟-
حين يرفع رأسه للسماء صارخا .. نتبادل النظرات بوجوم وخوف لا إرادي .. حين يلمح رعبنا يضحك ويغني ..حين يغني تغني كل ملامح الأرض ..
أتصدقون أنني لا أحب العصافير-
يصفر لأسد قصر النيل وهو يتحداه لينزل لمبارزته .. يشد شعر البنت في المركب النيلى حين تصطنع الدلال .. يهرول أمام الفندق وهو يشير للسائحين بإشارة بذيئة .. وهو يخبرنا أنهم يراقبوننا كحيوانات متوحشة .. في مقهى الحرية ينهل من البيرة ويميل علي :
!يا صاحبي اني حزين-
:وحين أقول بغباء
صلاح عبد الصبور -
يشيح بوجهه ويشخر لماسح الأحذية الذي يصر علي مضايقته ..يلعب الشطرنج بمهارة تبهرنا .. لكنه قبل قتل الملك يطيح بالقطع قائلا :
نحن مثلها -.
يسب كل الناس .. من بائع الجرائد ..إلي الجنود الذين يراهم مرشوشين كالبثور علي وجه القاهرة .. إلي الأساتذة السخفاء الذين يصرون علي الأسلوب المدرسي .. كان يراهن عامل العرض العجوز علي الفتيات .. في كل مرة كان يقنع إحدى الزميلات بخدعه جديدة .. وحين تندمج البنت .. يضربها علي صدرها بسبابته كإشارة بعبثه ..
تلعنه وتظل تقسم – كاذبة – أنها لن تحدثه بعدها ..
صاحبكم ذهب -.
نتبادل النظرات بذهول .. أفر من الجميع .. يتجادلون حول الذهاب إليه .. لكن كيف الذهاب وهو ليس هناك
صاحبكم ذهب -.
شريرا كان .. وسليطا كان .. وعربيدا كان ..
لكنه الآن كان ..فما اقساك يا كان..
أيها الزملاء .. سخيف ذلك الحزن مثلكم ..مقيتة اهتزازة رؤوسكم بذلك الأسى .. ملعونة كل كلمات الرثاء ..
هو يحب الغناء ..
فلماذا لا نغني له ! .. نغني عنه.. نغني معه ..
كان هنا .. كان يحب .. كان يسب .. كان يغني ..
شريرا كان .. وسليطا كان .. وعربيدا كان ..
لكنه ما زال حتى الآن يعشق الغناء .
أشرف نصر
:ملحوظة
نشرت من قبل في مجلة تواصل
وسعدت بوجودها في موقع اسية الالكتروني
ووجدتها بالصدفة البحته
No comments:
Post a Comment