Sep 9, 2014

المدينة المختفية



المدينة المختفية
يوناني
إخراج: جورجوس زافيرز

 http://www.imdb.com/title/tt0269183/?ref_=nm_flmg_dr_1
1-السيناريو:
يقدم الفيلم : اللاجئ الذي يعود لمدينته
فيجدها –أطلال
لكنها موجودة وستظل موجودة دائما
فى ذاكرته
يمزج السيناريو بين الأزمنه:
الماضي---المدينة والأهل
الحاضر –الأطلال والوحدة
يقدم الفيلم: تدفق لصور سينمائية بالغة الجمال والرهافة فى تصوير المدينة وأثر ذلك على الرجل.
تظل المزاوجة بين الحقول وبين الخراب الذي يحل محل تلك الحقول.
وبين الشجرة وأنقاض البيت
وبين المراة التي يحبها وأولئك الغرباء الذي يجمعهم ضياع واحد.
إن تتابع الصور بين الجنود الذين يحاصرونه
والدراجة التي يحاول بها الوصول لمكان.
والخريطة التي ينظر فيها فى مفترق الطرق دون أن يعرف إلى أين يذهب
والعراء الذي يظل مسيطرا على مشاهد الفيلم
هذه الصور المتدفقة تصنع فيما بالغ الجمال والتفرد
إن الرجل يغرق فى فلاش باك ثم يعود منه بشكل واضح نعرف منه أنه يتذكر ---هذا فى البداية
ثم يمتزج الماضي بالحاضر على مستوى الحدث وتمتزج الأزمنة
ليصبح السؤال عن الزمن أمرا لا جدوى منه لأن الحالة واحدة
والضياع واحد والعراء مسيطر
والأشخاص يصبحون وجودهم بلا دلالة وقد ذهب أحباءه.
2-الشخصية:
يقدم الفيلم شخصية رئيسية واحدة هي البطل ماندرجو الذي يكون عين المشاهد للتعرف على تلك المأساة بلا كلمات
ونلاحظ تقلص الحوار لأقصى درجة لان الصورة تشرح كل شيء
ونلاحظ أن الشخوص يظهرون فى الفيلم كما يمثلون عند البطل فهم أشباح أو مجرد ذكريات لم يبق منها شيء.
وتظل المأساة وتطبع على ملامحه ذلك الجمود القاتل الذي يواجه به مدينته المختفية
وكأن ذلك الوده قد صار جامدا من كثرة ما تعرض له صاحبه من مآسي.
ونحس مع الشخصية بالألم البشري المتجسد فى فقدان المدينة وأهلها
وفى مدى الاحساس بالطبيعة من خلال التعامل مع الحقول والشجر والماء
ثم الصحراء القاتلة والبيوت المهدمة والخيام المهترئة.
لقد انقسمت الشخصية إلى مرحلتين :
مرحلة الشخصية السعيدة بماضيها البعيد
ومرحلة الشخصية المعذبة بالحاضر المؤلم
3-الإخراج:
هذا الفيلم يحتاج لمخرج متفرد يستطيع من خلال كادراته واختيار زوايا التصوير وأماكن التصوير أن ينقل لنا:
كل شحنة هذا الفيلم
فالبطل الحقيقي هنا هو الصورة وما تحويه من مفردات
يقدم لنا المخرج مثلا:
من خلال ظل الدراجة على الأرض يوضح تغير ومرور الزمن
وهي وسيلة انتقال على قدر بساطتها على قدر خروجها من قلب الموضوع
ومن خلال:
L.sh
للبطل وهو يسير بدراجته نحس بمدى :
ابتعاده عن نهاية الطريق كأن الطريق بلا نهاية
ونحس بمدى صعوبة ذلك الطريق وتعرجاته
ونلاحظ وحدة البطل
استخدم المخرج "الكلوز آب" بشكل متميز حيث كانت المرات القليلة التي استعملها المخرج كانت هي:
أشد لحظات المعاناة: فنرى:
كلوز-لوجه الأم العجوز التي يحملها شاب ويهرب بها
-للبطل حين يرى أطلال البيت
-ليد البطل التي تبحث عن يد حبيبته
-لوجه الطفلة تطل من فتحة أو أحد أجزاء الخيمة المهترئة تتذوق طعم المطر.
استغل المخرج كافة امكاناته من حيث التأثير على المتلقي واشتخدم بشكل خاص: التصوير والموسيقى
وكانت الموسيقى الهادئة المكتومة الممتلئة بالشجن أحد عوامل تأصيل الحالة فى نفس المتلقي.
وكان التصوير خاصة فى مشاهد التذكر والإضاءة التي تخفي تفاصيل الملامح وتضفي الحزن على الوجوه
وخاصة: فى مشاهد النهر ووجه المحبوبة
والغروب على القارب
استحق المخرج بتلك الشاعرية جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان سالونيك لعام 2000
4-الإيقاع:
يعتمد الفيلم بالأساس على التداعي والذاكرة التي تتداخل بها الصور والمرئيات.
وكان الإيقاع فى الفيلم يشبه إيقاع تداعي الذاكرة:
إيقاع هادئ –متأمل- يستعرض البطل أماكن مدينته المختفية بنفس إيقاع ذاكرته التي تستعرض ماضيه.
لذلك كان الاعتماد الأساسي فى وسيلة الانتقال بين المشاهد على المزج .
وابتعد غالبا وتقريبا نهائيا عن القطع الحاد.
لأن الفيلم يحتاج التواصل من المشاهد بهذا الشكل من أشكال الإيقاع الهادئ المتأمل البسيط والعميق فى الوقت ذاته
5- أهم المشاهد:
هو مشهد المطر
حيث نرى المطر يغرق تلك الخيام ولا ملجأ سوى تلك الخيام التي لا تحميهم
لذلك رغم اختباءهم لكنهم فى قلب العراء
والمطر يغرق : الأواني-الكراسي-الأرض كلها
والطفلة تنظر من مزق الخيمة للتذوق طعم المطر
المالح بالتأكيد !
والبطل يراقب المطر بحسرة على قسوة السماء والأرض عليهم .
***
أشرف نصر

No comments: