فيلم: الكومبارس
سيناريو وإخراج: نبيل المالح
تمثيل:سمر سامي –بسام كوسا
أولا السيناريو:
يطرح الفيلم قضيته الخطيرة بشكل شديد الرقة
والجمال الفني حول المواطن وعلاقته بالمعنى الحقيقي للحرية .
القضية هي كما يقول صنع الله إبراهيم فى
روايته اللجنة
"كان من واجبي أن أقف ضدكم ، لا أن أقف
أمامكم"
إن المواطن البسيط الذي يعمل ككومبارس ولا
يشغل باله بالسياسة ومواجهة التسلط والدكتاتورية تطارده تلك الديكتاتورية حتى فى
علاقته بمن يحب
لأن: المؤسسة تستند إلى دعامة أساسية
وهي صدور الشعب
النظرات المرتابة والاعتقال لمطرب أعمى مسكين
والاعتداء الواحشي على البسطاء
كل ذلك مجرد تلميح أو ملمح من ملامح المأساة
التي تنتظرنا بالخارج
إن الشقة التي هي من المفترض مستودع الأمان
تتحول بشكل كابوسي لسجن ليسحق من بداخله
فكرة الكومبارس:
براعة اليسناريو فى اختيار مهنة الكومبارس
فالكومبارس هنا: دور فى الحياة وليس مجرد
وظيفة
إنه دور مفروض على الجميع وليس البطل وحده
بل والبطلة –والمطرب الاعمى –والصديق وتتسع
الدائرة لتشمل الوطن ككل
لذا مشهد الختام –لقطة عامة لدمشق
لأن المسالة أو القضية: أن حرية الوطن تبدأ
من حرية الفرد
واختناق الوطن بقيود الديكتاتورية سيسحق
مشاعر أبناء هذا الوطن ويشوه اجمل ما فيهم.
يظل التواصل هنا حلما بعيد المنال
ويعجز البطل والبطلة عن الحب
وعن الحديث بصراحة
والتوتر يسيطر عليهما
إن هذا الجو الخانق من المنطقي أن تسيطر فيه
الأحلام والكوابيس وأحلام اليقظة على الشخوص.
لذا تكررت أزمنة التخيل وأحلام اليقظة.
ثانيا: الشخصيات:
1-شخصية البطل: منذ تقديم الشخصية ونحن نعيش
مع تفاصيلها فنحن من أول التتر نرى خواء حياته ومدى حرمانه
فرغم أنه تخطى المراهقة لكنه يستمتع بالصور
الجنسية، ويدخن الحشيش
وكل ذلك مع عمل مرهق لا يرحم.
إنه شخص مضطرب تكثر تخيلاته بين: أحلام يقظة
مثل:الحلم بالفتيات
وتخيلات مثل: الشرطة وهي تضربه.
شخص يطلب من الصديق الشقة ليقضي يوما مع من
يحب لكن:
الشلطة تخنقه وتحاصره لدرجة العجز: عجز جنسي –عن
ممارسة الجنس
عجز عاطفي ----عن حب الفتاة
جساماني---عن حماية المطرب
إن التلعثم الدائم فى الكلام
والنظرات المضطربة
والارتجاف الدائم
كلها ملامح لشخصية البطل تؤكد أن : التدمير
وصل لداخله والسجن أصبح داخله.
شخصية البطلة:
تويعة أخرى لشخصية البطل لكنها تبرز شكل قاسي
للمأساة
المرأة التي تجاوزت سن الزواج –أو على الأقل
وصلت له لكنها لا تستطيع
ولا تقدر على الحب
دائما خائفة –مهددة بالفضيحة
ترتعب من أقل الأصوات
تتمنى الحب لكنها لا تقدر على منع ذاتها
فقد سلب وحش السلطة منها كل شيء حتى القدرة
على الحب.
ثالثا: أهم المشاهد:
1-مشهد السرير:
حين يكون سلك السرير فوقهما
ويرقد البطل فوقها لكن سلك السرير يصبح كسلك
القضبان الذي يحاصرهما.
لذلك كان من الطبيعي ألا يقدرا على ممارسة
الجنس مع كل تلك الأسوار.
كانت الكاميرا
Low angle
وحجم اللقطة
M .sh
نحس فيه مدى حصار الشخصيتين فى
"السجن"
مع الإضاءة الخافتة ..
ثم تأتي الكلوز على وجهيهما لتبرز المعاناة.
2-مشهد تمثيل المسرحية:
حيث يتبادل البطل والبطلة أدوار الحاكم
والمحكوم
لنرى اللعبة تتكرر أو الحكاية داخل حكاية
ونرى قصة الفيلم تعاد فى شكل تمثيلي صارخ
وكاشف. مع جمل حوار هامة جدا:
"وهل المواطن لازم يموت"
وتميز المخرج فى اخراج المشهد التمثيلي
بالتقطيع على وجهيهما
والحركة السلسة للكاميرا حولهما .
3- مشهد النهاية:
حيث جاءت إشارة هامة من المخرج عندما عرض
الوطن فى لقطة عامة ليؤكد أن القضية ليست قضية فرد بل أزمة وطن.
رابعا: أسلوب المخرج:
تميز نبيل المالح فى اجتياز اختبار صعب فى
وضع شخضيتين داخل مكان واحد
وكسر ملل الحوار
لذلك جاءت حركة الكاميرا وكثرة التقطيع
واستخدام الأزمنة بين: تخيل وحلم يقظة الخ
من أجل التنويع وكسر الملل.
وجاء إيقاع الفيلم سريعا مع شخصياته المتوترة
التي لا تكاد تهدأ او تستقر.
خامسا: مشكلة فى الفيلم:
أرى أن تكرار أحلام اليقظة كان مفيدا ومناسبا
للشخصية
لكن زاد عن اللازم مما أدى لكسر الإيقاع
أحيانا
والأهم أنه أصبح أحيانا بلا فائدة دون تقديم
جديد للدراما فقد أدى التكرار لضياع الشحنة المطلوبة عند الاعتداء على البطل من
جانب الشرطة
حيث يتخيل هنا شيء ويحدث عكسه –حيث هو
يضربهم-لكن كثرة تكراره افقده الأثر المطلوب.
أخيرا: يوم خاص لايتوري سكولا:
التشابه الشديد بين فكرتي الفيليمين والتيمة
المشتركة والشخصيات وسماتها العامة
جعل المقارنة وإن كانت فى غير صالح الفيلم
السوري
الذي سيفقد الكثير من خصائصه مقارنة بفيلم
بروعة: يوم خاص
فيكفي فقط الاستغلال الرائع فى شريط الصوت
للراديو لوقائع زيارة هتلر لإيطاليا فى :يوم خاص.
لذا تبقى –عندي كلمة : ما أروع الأصل !
***
أشرف نصر
No comments:
Post a Comment