Sep 9, 2014

The Wings of the Dove

فيلم: اجنحة اليمامة
قصة:هنري جيمس
سيناريو:حسين أميني
1-السيناريو:
يطرح السيناريو قصة ميلي الأمريكية التي تحمل براءة خاصة وكيف تتعامل بمنتهى النقاء مع صديقتها الإنجليزية وصديقها ميرتون.
وكيف تتعامل معها كيت)الصديقة الإنجليزية) بشكل غير سليم وبه قدر من الإنتهازية .
حيث ترى فيها راعيا جديدا سيرعاها تماما كما علمتها خالتها.
والتي عودتها –الخالة- على وجود مصدر للانفاق عليها ولدرجة أن لقاءها بوالدها ومعرفتها بما فعلته الخالة بإبعاد الأب عن طريقها فهي لا تستطيع تغيير هذا الوضع وهذه الحياة –الطفيلية—.
وقد جاء استغلال السيناريو لمكان مثل فينسيا بكل دلالات المدينة من ثنائية:
جمال – موت
2-الشخوص:
أ-شخصية ميلي:
نرى أزمة ميلي المسكينة التي تسقط فريسة للمرض وهالة الشهداء التي تغطيها.
فهي فى النهاية رغم معرفتها بالخديعة التي تعرضت لها من:
أقرب الناس إليها: صديقتها -----وحبيبها
فإنها تترك أموالها لهما .
وهي شخصية مضحية تتحمل الألم من اجل الآخرين .
وهو ما يطرح التساؤل حول موقف هنري جيمس الذي طالما تبرأ من الجنسية الأمريكية!
بينما يغلف شخصيته الأمريكية بهذه الهالة الكبيرة والمبالغ فيها نوعا ما من النقاء .
ب-شخصية كيت:
هذه الشخصية الانتهازية التي تقوم بالحياة على ابتزاز صديقتها.
وتبدو فى البداية كضحية لظروفها لدرجة أن أبوها يلقى بلا عناية وتثور ضد خالتها لكنها: تعود بعد ذلك لتكرر نفس فعلة خالتها وتبحق عمن ينفق عليها ورغم أنها ترفض حب اللورد.
لكنها تستغل صديقتها.وتشتغلها أبشع استغلال خاصة بعد علمها بمرض الصديقة وبدلا من رعايتها فى أيامها الباقية فهي تكمل لعبتها.فى التقريب بين صديقتها وحبيبها على أمل الانتفاع بأموال صديقتها فى حياتها وموتها
ج-شخصية ميرتون:
هي شخصية ملتبسة بعض الشيء فهو :
يحب كيت ويحارب من أجل الاقتراب منها وبعد ذلك يقتنع تحت إالحاحها من الاقتراب من الأمريكية ميلي.
ويكمل اللعبة ويوهمها بحبه إلى يكتشف مصادفة أنها مريضة وستموت فيحس بالذنب
لكن الوصيفة تطالبه ألا يخبرها بأنه خدعها رأفة بها فيفعل ذلك.
وفى النهاية يصر على الزواج بكيت بعد موت ميلي بدون أموال ميلي
وهنا توافق كيت بشرط ألا يحب ذكرى ميلي .
وكأنها تعلم أنه من داخله
يحب –ولو مجرد ذكرى –ميلي
فيتذكر ميرتون ميلي فى فلاش باك كأنه يودعها بذاكرته لانه سيكمل حياته بدونها.
وشخصية ميرتون شخصية ثرية معقدة تحتوي الشيء ونقيضه ورغم ذلك متسقة مع ذاتها وتخضع لقوانينها التي ترتضيها لنفسها.
فهو يحب كيت ويرضى بالاتفاق والحياة مع فتاة أخرى من أجل الوصول فى النهاية للعودة لكيت.
وكأن كل لمسة يلمسها لميلي وكل اقتراب منها سيقربه لهدفه ولفتاته كيت.
وفى نفس الوقت إعطاء ترياق الحب للمريضة الوحيدة المسكينة ميلي.
من هنا جاء تعقيد وثراء شخصية ميرتون
3- الديكور:
أ-استغلال الديكور فى قاعة البلياردو أستغلالا دراميا موفقا
حيث تتأرجح العلاقة ككرة البلياردو –بين ميرتون وكيت
وتذهب وتجيء بلا استقرار
إلى أن تستقر الكرة فى النهاية فى مستقرها
ب-مشهد الاحتفال:
وهنا تجلى الاهتمام بديكور المكان الناسب للفترة التاريخية فى لندن فى بداية القرن العشرين وبجانب الديكور ظهرت ملابس الشخوص مطابقة لملابس هذه الفترة التاريخية
4-الإخراج:
استخدم المخرج التكوين للتعبير عن شخوصه وموقفهم داخل الدراما.
فكان حريصا على ابراز دلالات تكوين المشاهد وموقع كل شخصية فى الموقف
فنرى: أ-فى مشهد السلم:
كيت تهبط
ميرتون يصعد
حيث نرى مشاعر كيت التي تنحدر إلى استغلال صديقتها وخداعها من أجل المال
بينما نرى ميرتون الذي يكره الدور المرسوم له ويحس بمدى نذالته مع ميلي.
ب- عندما مات الأب تظهر مياه فينسيا
بكل ما ترمز له المدينة من : جمال
                               موت
                            شجن
ج- مشهد الرقص:
تراقص ميلي ميرتون وتراقبهما كيت بنظرة غيرة
تبرز شدة حبها لميرتون وقسوة خداعها لصديقتها .
وتحش أنها هي الخاسرة من تقريبها بين ميرتون وميلي.
واعتمد المخرج على كلوز لوجه كيت تكرر ليبرز نظرتها المشتعلة بالغيرة وكأنه يقطع بهذه النظرة إيقاع الرقص فى السريع فى الحفل
4- أهم المشاهد:
أ-مشهد الاحتفال:
لقد كانت الحركة والاستعراض الراقص الدال على البهجة وتقريب كيت ميرتون حبيبها من صديقتها ميلي وسعادة ميلي بهذا الشاب.
ثم نظرات كيت المشتعلة بالغيرة تكشف عن أطراف الصراع ومواقف الشخصيات فى الفيلم
ب-مشهد القارب:
لقد جاء المشهد بالظلام والظلال التي تنعكس على صفحة الماء
وميلي وميرتون فى قارب وكيت فى قارب آخر
ونداءات الثلاثة على بعضهم البعض فى المدينة الهادئة وذلك الظلام الذي يشبه ظلام الموت فى مدينة الجمال المتجه للموت.
ج-مشهد الجنس فى النهاية:
جاء المشهد رائعا فى مفرداته
من حمى الاقتراب والتداخل فيما بينهما
وموسيقى هادئة منسابة
وكلوزات على وجهيهما
وجملتي الحوار الهامتين جدا:
ميرتون: سأتزوجك بدون أموالها
كيت: بشرط ألا تحب ذكراها .
هذا لأنهما لن يجدا سوى نفسيهما ليحتميا ببعضهما البعض
وستذهب اليمامة التي انكسرت أجنحتها
وسقطت فى غياهب النسيان
بأموالها وحبها.
***
أشرف نصر


No comments: